أكد الكاتب اللبناني المقيم في لندن ،خيرالله خيرالله، أن القمة الخليجية المغربية شكلت خطوة أخرى للارتقاء بالعلاقة بين الطرفين إلى مستويات جديدة "تعكس استيعابا عميقا للتحولات التي تشهدها المنطقة". وأضاف الكاتب، في مقال بعنوان "جسر بنته القمة المغربية الخليجية"، نشرته اليوم الأحد جريدة "مصر اليوم " الإلكترونية، أن القمة "لم تكن مجرد قمة بمقدار ما كانت جسرا بين منطقتين عربيتين لديهما مصالح مشتركة كثيرة على الرغم من المسافة بينهما". وقال إن القمة الخليجية المغربية التي انعقدت في الرياض بحضور جلالة الملك محمد السادس وقادة دول مجلس التعاون "كانت الرد العربي على كل المحاولات التي تبذلها أطراف معروفة تريد النيل من وحدة الأراضي المغربية من جهة والأمن الخليجي من جهة أخرى". وأضاف أن ما أكدته دول الخليج، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية بقيادة الملك سلمان بن عبد العزيز،هو أن "الأرض المغربية التي تشمل الصحراء جزء لا يتجزأ من الأمن العربي". وأبرز الكاتب خير الله خير الله الموقف الشجاع الذي اتخذه الملك سلمان ، ومعه كل دول مجلس التعاون، من موضوع الصحراء المغربية، مشيرا إلى أن البيان المشترك الصادر عن القمة "لا يترك مجالا لأي شك بأن الصحراء مغربية وأن النزاع في شأن الصحراء، وهو نزاع تقف خلفه الجزائر منذ عام 1975، إنما هو نزاع مفتعل". وقال إن هناك للمرة الأولى فهما مشتركا وفي العمق لنوع التحديات في المنطقة وطبيعتها، وأكد أن ذلك ظهر واضحا من خطابي العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز وجلالة الملك محمد السادس الذي أكد أن"ما يمسكم يمسنا"، مبرزا أن ثمة شعورا لدى الجانبين بأن "الوقت بات وقت الكلام الواضح والصريح، خصوصا عندما يتعرض المغرب عبر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون لحملة مركزة منطلقها الصحراء". وفي هذا الصدد، قال خير الله خير الله إنه يبدو أن بان كي مون، "الذي تقترب ولايته من نهايتها، مصر على سد كل السبل الهادفة إلى الانتهاء من قضية مفتعلة اسمها قضية الصحراء". وأضاف أن الهدف الواضح لبان كي مون " يتمثل في إبقاء هذه القضية عالقة عبر تجاهل الخيار العملي الوحيد الذي هو خيار الحكم الذاتي الموسع الذي اقترحه المغرب والذي بات موضع تأييد ودعم من الخليجيين" . وخلص إلى أن التصرف الغريب للأمين العام لمنظمة الأممالمتحدة " ليس سوى تعبير عن رغبة في إبقاء قسم من الصحراويين المقيمين في معسكر اعتقال في الأراضي الجزائرية موضع مساومات وورقة تستخدم ضد المغرب لا أكثر ولا أقل "، مؤكدا أن ذلك يعد "متاجرة مكشوفة " تؤكد " وجود نية سيئة تجاه المغرب من جهة، وتوق إلى تصفية حسابات مع المملكة التي تشكل حاليا استثناء في كل منطقة شمال إفريقيا، من جهة أخرى".