20 أبريل, 2016 - 11:37:00 حذر الملك محمد السادس من "مخططات مبرمجة" تستهدف الدول العربية، ومؤامرات تستهدف المس بالأمن الجماعي لدول الخليج والمغرب والأردن (في إشارة إلى الدول ذات الحكم الوراثي)، التي وصفها بأنها واحة أمن، مؤكدًا أنه يعتبر أمن واستقرار الخليج من أمن بلاده. جاء ذلك في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية بالقمة الخليجية-المغربية، الأولى من نوعها، التي انطلقت مساء يوم الأربعاء في العاصمة السعودية الرياض، بمشاركته وقادة ورؤساء وفود دول مجلس التعاون الخليجي. وأكد الملك أهمية القمة، قائلًا إن "الشراكة المغربية الخليجية، ليست وليدة مصالح ظرفية، أو حسابات عابرة، إنما تستمد قوتها من الإيمان الصادق بوحدة المصير، ومن تطابق وجهات النظر، بخصوص قضايانا المشتركة". وأشار إلى بلاده ودول الخليج "يتقاسمان نفس التحديات، ويواجهان نفس التهديدات، خاصة في المجال الأمني"، لافتًا إلى أن الجانبين "تمكنا من وضع الأسس المتينة لشراكة استراتيجية، هي نتاج مسار مثمر من التعاون، على المستوى الثنائي، بفضل إرادتنا المشتركة". رسالة أمل واعتبر أن هذه القمة تأتي "لإعطاء دفعة قوية لهذه الشراكة، التي بلغت درجة من النضج، أصبحت تفرض علينا تطوير إطارها المؤسسي، وآلياتها العملية"، مبيناً أن ذلك "يتطلب العمل الجاد، والتعاون الملموس، وتعزيز التجارب الناجحة، والاستفادة منها، وفي مقدمتها التجربة الرائدة لمجلس التعاون لدول الخليج العربي". ووصف هذه القمة بقوله إنها "رسالة أمل لأنفسنا، وإشارة قوية لشعوبنا على قدرتنا على بلورة مشاريع تعبوية مشتركة"، محذراً في الوقت نفسه من مؤامرات تستهدف دول المنطقة، قائلاً إن "هذه القمة تأتي في ظروف صعبة. فالمنطقة العربية تعيش على وقع محاولات تغيير الأنظمة و تقسيم الدول، كما هو الشأن في سوريا والعراق وليبيا. مع ما يواكب ذلك من قتل و تشريد وتهجير لأبناء الوطن العربي". وأردف قوله :"فبعدما تم تقديمه كربيع عربي خلف خراباً ودماراً ومآسي إنسانية، ها نحن اليوم نعيش خريفاً كارثياً، يستهدف وضع اليد على خيرات باقي البلدان العربية، ومحاولة ضرب التجارب الناجحة لدول أخرى كالمغرب، من خلال المس بنموذجه الوطني المتميز". وحذر من أن "هناك تحالفات جديدة قد تؤدي إلى التفرقة وإلى إعادة ترتيب الأوراق في المنطقة"، وبيّن أنها " في الحقيقة محاولات لإشعال الفتنة، وخلق فوضى جديدة لن تستثني أي بلد. وستكون لها تداعيات خطيرة على المنطقة ، بل وعلى الوضع العالمي". المغرب ليس محمية تابعة لأي بلد وذكر أن بلاده توجهت في الأشهر الأخيرة نحو تنويع شراكاتها سواء على المستوى السياسي او الاستراتيجي أو الاقتصادي، لافتاً في هذا الصدد إلى زيارته لروسيا الشهر الماضي والتوجه لإطلاق شراكات استراتيجية مع كل من الهند والصين، التي سيقوم قريباً بزيارة إليهما، كما قال. ومضى قائلاً "المغرب حر في قراراته واختياراته وليس محمية تابعة لأي بلد. وسيظل وفياً بالتزاماته تجاه شركائه الذين لا ينبغي أن يروا في ذلك أي مس بمصالحهم". وتابع: "عقد هذه القمة ليس موجها ضد أحد بشكل خاص ولاسيما حلفاءنا . إنها مبادرة طبيعية ومنطقية لدول تدافع عن مصالحها مثل جميع الدول". وحذر الملك محمد السادس مجدداً من أن "الوضع خطير، خاصة في ظل الخلط الفاضح في المواقف، وازدواجية الخطاب بين التعبير عن الصداقة والتحالف ومحاولات الطعن من الخلف". وأضاف: "إننا أمام مؤامرات تستهدف المس بأمننا الجماعي. فالأمر واضح ولا يحتاج إلى تحليل. إنهم يريدون المس بما تبقى من بلداننا التي استطاعت الحفاظ على أمنها واستقرارها، وعلى استمرار أنظمتها السياسية . وأقصد هنا دول الخليج العربي و المغرب والأردن، التي تشكل واحة أمن وسلا م لمواطنيها وعنصر استقرار في محيطها". واستطرد "إننا نواجه نفس الأخطار والتهديدات على اختلاف مصادرها و مظاهرها ". وأكد على أهمية الأمن المشترك قائلاً "فالدفاع عن أمننا ليس فقط واجبا مشتركاً، بل هو واحد لا يتجزأ . فالمغرب يعتبر دائما أمن و استقرار دول الخليج العربي من أمنه. ما يضركم يضرنا وما يمسنا يمسكم". مخططات عدوانية من جهة أخرى، قال الملك إن "المخططات العدوانية التي تستهدف المس باستقرارنا متواصلة ولن تتو قف"، لافتا في هذا الصدد إلى قضية الصحراء المتنازع عليها مع جبهة "البوليساريو". وأضاف في هذا السياق "فبعد تمزيق وتدمير عدد من دول المشرق العربي ها هي اليوم تستهدف غربه، وآخرها المناورات التي تحاك ضد الوحدة الترابية لبلدكم الثاني المغرب". وبيّن أن من وصفهم ب"خصوم المغرب يستعملون كل الوسائل، المباشرة وغير المباشرة في مناوراتهم المكشوفة". وأردف "فهم يحاولون حسب الظروف، إما نزع الشرعية عن تواجد المغرب في صحرائه، أو تعزيز خيار الاستقلال و أطروحة الانفصال، أو إضعاف مبادر ة الحكم الذاتي التي يشهد المجتمع الدولي بجديتها ومصد اقيتها". واعتبر أن "الوضع خطير هذه المرة وغير مسبوق في تاريخ هذا النزاع المفتعل حول مغربية الصحراء"، وقال:"لقد بلغ الأمر إلى شن حرب بالوكالة باستعمال الأمين العام للأمم المتحدة (بان كي مون)، كوسيلة لمحاولة المس بحقوق المغرب التاريخية والمشروعة في صحرائه، من خلال تصريحاته المنحازة، وتصرفاته غير المقبولة ، بشأن الصحراء المغربية" على حد تعبيره. بان كي مون رهينة ووجه عاهل المغرب انتقادات حادة للأمين العام للأمم المتحدة، واصفاً إياها بأنه "رهينة بين أيدي بعض مساعديه ومستشاريه الذين يفوض لهم الإشراف على تدبير عدد من القضايا الهامة، ويكتفي هو بتنفيذ الاقتراحات التي يقدمونها له". واتهم بعض هؤلاء الموظفين بأنهم "يخدمون مصالح أطراف أخرى "، دون أن يسميهم. وانطلقت في العاصمة السعودية الرياض، مساء اليوم ، القمة الخليجية-المغربية، التي تعتبر الأولى من نوعها، بمشاركة قادة ورؤساء وفود دول مجلس التعاون الخليجي والعاهل المغربي الملك محمد السادس. وتأتي هذه القمة عشية أخرى بين الرئيس الأمريكي باراك أوباما وقادة الخليج بالعاصمة السعودية الرياض تبدأ الخميس