حلت أمس الذكرى الخمسون لانطلاق التلفزة بالمغرب، وهي اللحظة التي تبدو مناسبة جدا لطرح السؤال الكبير: هل لدينا تلفزيون في المغرب؟ المشاهد المغربي الذي يواصل «الحريك» يوميا نحو مختلف القنوات الأجنبية يجيب لا ، ويقول إن ما يقترحه عليه تلفزيونه المحلي لا يستجيب لأي من متطلباته الإخبارية أو الترفيهية أو التثقيفية. المسؤولون عن التلفزيون من جهتهم يقولون إن عدد القنوات التلفزيونية التي أطلقوها في المغرب مؤخرا يؤكد وجود تلفزيون محلي ويؤكد الرغبة في تطوير هذا القطاع وفي الخروج به من الحال الذي يوجد عليه الآن. استعادة للسؤال الكبير حول التلفزيون في المغرب في سنته الخمسين من خلال الملف التالي: عشر سنوات ونيف من تلفزيون العرايشي قليل من النجاج وكثير من الإخفاق عشر سنوات ونيف قضاها الرئيس المدير العام فيصل العرايشي على رأس الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، لم يفلح خلالها على تقديم تلفزيون يشبه تلفزيونات العالم، ويحدث قطيعة نهائية مع تلفزيون دار البريهي. عايش كل تحولات المشهد السمعي البصري بدء بصدور القانون السمعي البصري، ومرورا بتأسيس الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري وتحول دار الإذاعة والتلفزة المغربية إلى الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، وانتهاء بتعيين سليم الشيخ المحسوب عليه مديرا عاما للقناة الثانية، كل هذا المسار من التحولات، لم ينعكس بشكل ملموس على صورة التلفزيون في متخيل المغارية، ولم يشعروا في أي لحظة أن تغييرا طرأ على خطه العام وروحه سواء في الأخبار أو البرامج أو الإنتاج الدرامي، وكل ما حققه فيصل العرايشي تضخيم قلعته بقنوات تلفزية متخصصة دون أي تخطيط، إذ سرعان ما نكتشف بعد مشاهدتها أنها أشباه قنوات تفتقر إلى أي رؤية واضحة، وتعيش تائهة في الفضاء، ولا تستطيع الاشتغال بشكل مستقل، بل تظل تعتاش وترضع من ثدي القناة الأم. وما ينم على افتقار هذه الرؤية ما صرح به الرئيس المدير العام فيصل العرايشي أثناء إطلاقه قناة أفلام من كونها لن تكلف وزارة المالية أي ميزانية إضافية، بل تنبأ أنها ستكون قناة مربحة، لما ستجلبه من مشاهدين جدد، لكن أرقام ماروك ميتري لقياس المشاهدة أثبتت ولاتزال أن كلام العرايشي مجرد أضغات أحلام، إذ لا تحقق جميع قنواته الأخرى سوى نسب مخجلة، أحيانا لا تتجاوز قناة مثل الرابعة سقف واحد في المائة. ظل العرايشي طيلة فترة إمساكه بزمام الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة يسعى إلى تحقيق حلم القطب العمومي من منطلق إيمانه أن القطب يستحيل أن يدور برأسين، وتبين بعد أن أصبح برأس واحد أنه عاجز عن الحركة أيضا، أذ لم يتحقق هذا القطب العمومي إلا كشعار أواسم،دون أن يتحقق له أي سند إنتاجي أو مهني حقيقي، وتبدى أن مدير هذا القطب المتجمد، لايولي اهتمامه سوى لقنوات الشركة الوطنية، إذ تستفيد وحدها من ميزانية العقد البرنامج مع الحكومة، بينما ظلت القناة الثانية تواجه مصيرها في عز أزمتها المالية وحيدة، وتدير أمر ميزانيتها اعتمادا على الموارد الإشهارية بنسبة 95 ٪، ولم يحرك فيصل العرايشي ساكنا لإصلاح هذا الوضع المختل، بل قادت نقابة مستخدمي «دوزيم» حملة للكشف عن حقيقة وضع قناة عين السبع المالية، حينما طرقت باب وزير الاتصال السابق خالد الناصيري، وبعض الفرق البرلمانية، وأثمرت هذه التحركات ضخ ملايين دراهم لا تكفي لتسيير شهر في قناة تلفزية. نقطة أخرى لم ينجح فيصل العرايشي في تدبيرها تهم الإنتاج الخارجي والتعامل مع شركات الإنتاج. وزير الاتصال مصطفى الخلفي كان واضحا في برنامج للإقناع على قناة «ميدي 1 تي في» حينما وصف منهج التعامل مع هذه الشركات بغبر الشفاف، وأنه سيكون من ضمن أولويات برنامجه الإصلاحي التشاركي، وإلى أن يدخل هذا البرنامج حيز التنفيد، فإن علامات استفهام كبرى أثيرت حول تفضيل شركات بعينها، ومنحها إنتاج برامج وعلى مدى سنوات مثل كوميديا ولالة لعروسة....المثير أن هذا الانفتاح غير البريء على شركات الإنتاج، جاء على حساب أبناء الدار، إذ همشت كفاءات متعددة في شتى المهن التلفزية، ولم يبق أمامها سوى أن تضع خبرتها أمم هذه الشركات وحتى نكون منصفين، فإن عهد فيصل العرايشي لم يخل من مكتسبات تمثلت أساسا في تجهيز القنوات بآليات، إذ يحرص على اقتناء آخر الصيحات سواء في مجال الصوت أو الصورة أو الميكساج. الاهتمام بالتكوين والتكوين المستمر وضعت له ميزانية كبيرة، لكن تشوبه جملة عيوب، ويشتكي العديد داخل الشركة الوطنية إقصاءهم المتعمد من تكوينات بعينها، بينما تسافر لها بالخارج أو تستفيد منها بالداخل أسماء محددة، والغريب حرمان المحتكين مباشرة بآليات موضوع التكوين. مشروع آخر حدث في عهد العرايشي، يهم البث الرقمي الأرضي، انطلق شهر فبراير 2007، ولم يكن فيه المغرب مخيرا، بل مسيرا نتيجة اختفاء البث التناظري عام 2015، ويبدو أنه يسير بشكل متعثر، زاد من درجة تعثره قرصنة رقمه السري، وبات بالإمكان مشاهدة بعض قنواته مجانا. من تليما... و التلفزة المغربية إلى الشركة الوطنية تعد تليما أول مشروع تلفزيوني خاص في المغرب في فترة ما قبل الاستقلال حيث بدأت في بث برامجها من ا ستديوهات عين الشق الدار البيضاء ابتداء من 22فبراير من سنة 1954 لكنه مشروع لم يستمر سوى فترة قصيرة ، وبعد ذلك تم شراؤها من طرف الدولة المغربية بثمن رمزي. * أول برنامج تلفزيوني جرى بثه من طرف تليما كان لفيلم «الأيام الأخيرة لبومبي». * تمت تجربة جديدة للبث التلفزيوني التي لم تدم طويلا، وذلك بمناسبة انعقاد المعرض الدولي سنة 1961 بالمغرب، فقامت هيئة الإذاعة الوطنية ووزارة البريد في شهر مايو 1961 بتقديم برامج للعموم طيلة 17 يوما المعرض الدولي، وكان الإرسال أثناءها على نظام 819 خطا الذي وقع تغييره فيما بعد، فدخل المسؤولون في حوار مع إيطاليا لإعادة النظر في تجهيز المغرب بشبكة للتلفزة لا تقتصر على الدارالبيضاء والرباط وحدهما. وقد حثت هذه التجربة الدولة المغربية على الإسراع بإنشاء تلفزة وطنية لما تبين لها ما يجب تحقيقه في التجهيز والإنتاج. في سنة 1962 وبالضبط يوم 3 مارس سوف ينطلق بث القناة الأولى أو التلفزة المغربية بالأبيض والأسود وقد كانت إشارة الانطلاق ببث مباشر لخطاب عيد العرش، علما أن القناة الأولى كانت تبث في البداية من مسرح محمد الخامس قبل أن تتحول إلى دار البريهي، وقد ساهم تلفزيون الراي في إعداد كوادر التلفزيون المغربي وتمكينه من الوسائل التقنية لذلك وقد ظل البث لسنوات يجري عبر المباشر. * أول نشرة إخبارية تم بثها على التلفزة المغربية كانت يوم السادس والعشرين من سنة 1962. * في ماي 1964 سوف يتم البث المباشر لوقائع مناقشة ملتمس الرقابة الموضوع من طرف الاتحاد الوطني للقوات الشعبية. * في سنة 1972 سوف تتحول التلفزة المغربية من البث بالأبيض والأسود إلى البث بالألوان. * وفي سنة 2005 سوف يتم تأسيس الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة التي يرأسها رئيس مدير عام (فيصل العرايشي) ومدير عام (محمد عياد) وتضم الشركة ثمان قنوات وهي : الأولى (عامة) الرياضية (متخصصة في الرياضة) الرابعة (تربوية ثقافية) المغربية عامة تستهدف الجالية المغربية، السادسة (دينية)، أفلام (السينما عبر التي إن تي)، الأمازيغية مخصصة للغة والثقافة الأمازيغيتين، العيون (جهوية مخصصة لشؤون الصحراء المغربية). بعض مدراء التلفزيون المغربي + أحمد بنسودة + أحمد بن عبد الله + عبد الله شقرون + عبدالوهاب بنمنصور + عبد الله غرناط + بوبكر بنونة + ادريس القيطوني . + محمد اطريشة + فيصل العرايشي التلفزة الخاصة... المشروع المعلق بعد تجربة دوزيم كأول قناة خاصة قبل أن يتم تأميمها وفي إطار انطلاق مشروع تحرير الفضاء السمعي البصري، كان ينتظر المشاهدون والفاعلون في القطاع السمعي البصري أن يتمخض مشروع التحرير عن ولادة قنوات خاصة. وبالفعل مع الجيل الأول من التراخيص، تم منح رخصة لإنشاء قناة خاصة تحت اسم «ميدي 1 سات» تبث على الساتل، لكن هذه القناة الخاصة التي كان على رأسها الكورسيكي بيير كازالطا لم تحقق سوى الفشل، على اعتبار أن مديرها حاول أن يستنسخ النموذج الإذاعي الناجح (إذاعة البحر الأبيض المتوسط ميدي 1) في التلفزيون، فكان مآله أزمة مالية وقصورا إعلاميا ثم تغييرا في إدارتها وفي هويتها، حيث تحولت قناة «ميدي 1 سات» إلى «ميدي 1 تي في» بهوية جديدة، قناة عمومية أرضية، وبذلك انتهت قصة أول قناة خاصة في زمن التحرير الرسمي، وقد جرى الإعلان عن ذلك بمناسبة الإعلان عن ثاني جيل جديد من الرخص الذي لم يتضمن أي رخصة لأية قناة، وتم تعليق منح رخص جديدة لقناة أوقنوات تلفزية بداعي أزمة الإشهار والوضعية المالية لقناة «ميدي 1سات» التي تحولت إلى «ميدي 1 تي في»، لكن الأسباب التي لم يعلن عنها هي الصراع السياسي لأقطاب وازنة من أجل الحصول على رخصة للتلفزيون الخاص. فهل سوف يتم رفع التعليق عن رخص التلفزيون في السنوات المقبلة؟ سؤال يبقى هو الآخر معلقا. القطب العمومي ينوع فرجته بخلق قنوات موضوعاتية متخصصة تحول التلفزيون إلى شركة وطنية في المغرب وخروجه من تحت يافطة الداخلية، كان يبشر بمنح هذا الجهاز في البلد وجها آخر، وخروج تصورات تقطع مع التعاطي التقليدي الذي كان يعتمد. كما كان لإنشاء هيئة عليا مكلفة بتقنين المجال السمعي البصري الوطني الدور الكبير في تحريك المجال ودفعه إلى توسيع هامش تحركه لتقديم وجه آخر يليق بالمرحلة، مع جرعة ظهور الفضائيات العالمية التي أصبحت تصل المغرب من كل بقاع الدنيا. كل هذا دفع من يسهرون على القطاع إلى التفكير في تنويع منتوجهم عبر خلق قنوات جديدة موضوعاتية ومتخصصة، تلبي مختلف الأذواق وتستجيب للحاجات الفرجوية ولظروف الألفية الثالثة. قناة الرابعة: منظرو التلفزيون الجدد في المغرب اعتمدوا مبدأ الأولويات في إطلاق القنوات الموضوعاتية. واعتبارا لغياب برامج التعليم والمعرفة والخصاص الذي تعاني منه القناة الأولى وحتى الثانية، انصب التفكير في اتجاه خلق قناة المعرفة بامتياز في المشهد التلفزيوني المغربي. ومن ثم جاءت بادرة إطلاق قناة ذات توجه تعليمي معرفي تستهدف بالأساس التلاميذ والباحثين من خلال مجموعة من البرامج الخاصة بالعديد من المجالات المعرفية العلمية. وقد أطلت قناة الرابعة على المشاهد المغربي في 28 من شهر فبراير من سنة 2006. ست سنوات قضتها هذه القناة على القمرين الصناعيين هوتبورد ونايل سات. وقد قدمت العديد من الفقرات والبرامج التعليمية التي أضافت الشيء الكثير للمشهد التلفزي الوطني. قناة الرياضية: الرياضة المغربية ونظرا للطفرة التي عرفتها خاصة خلال الثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، أملت على الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة ضرورة التفكير في خلق قناة موضوعاتية تتكلم لغة الملاعب وتنطق لغة الأرقام والإنجازات. قناة الرياضية ذات الهوية البصرية الزرقاء يتوسطها رقم ثلاثة الذي يصنفها ضمن لائحة باقة الشركة الوطنية، أخذت مكانها في المشهد التلفزيوني بدء من شهر شتنبر من سنة 2006. وشهدت ولوج العديد من الكفاءات الصحافية المغربية خاصة العاملة في الصحافة المكتوبة والتي وجدت ضالتها في الكاميرا والأضواء بعد سنوات كثيرة من المتابعة اليومية للحدث الرياضي بكل أبعاده. الرياضية قد تكون من بين القنوات المغربية التي نجحت إلى حد ما في منافسة القناتين الأولى والثانية خاصة على مستوى الخبر والصورة الرياضية. بل وتجازوت ذلك بأن سحبت البساط من تحت أرجل هاتين القناتين، ولو من باب التشاركية والتنسيق بين قنوات القطب العمومي، في جذب جمهور واسع وفي نقل العديد من الملتقيات والتظاهرات الوطنية والدولية. قناة محمد السادس للدين في التلفزيون دوره الأساس الذي يجب أن يلعبه في توعية الرأي العام الوطني. توعيته وتوجيهه بل وتحصينه من الأفكار الدخيلة على الأمة الإسلامية المغربية ذات المرجعية المذهبية المالكية. وخاصة الأمة المغربية المسلمة التي تعتمد قيم التسامح والتعايش بين كل الأديان. من هنا واعتبارا للكثير من الأحداث التي شهدها العالم و وصل صداها إلى المغرب تحت غطاء الدين، تم إطلاق قناة السادسة، و إذاعة محمد السادس للقرآن الكريم لتقديم الوجه السمح للدين الإسلامي وتعليم تعاليمه وتقريب فلسفته على مستوى العقائد أو العبادات. قناة أفلام لقد شكل المغرب على الدوام ومنذ عقود بعيدة مرجعية مهمة للمبدعين العالميين لتصوير العديد من تحف الإبداع الفني العالمي. كما أن سياسة الانفتاح على مجموعة من المهرجانات السينمائية المغربية، أملت توجه القطب العمومي نحو خلق قناة سينمائية خاصة، أطلق عليها قناة أفلام سنة 2008. وهي تقدم مجموعة من روائع الفن السابع إضافة إلى مجموعة من المسلسلات والمسرحيات. قناة تمازيغت المغرب بلد متنوع وغني إنسانيا وثقافيا ولغويا وهوياتيا. وهذا المعطى شكل الحافز الأساسي في منح اللغة والثقافة الأمازيغية بعدها التلفزيوني الشامل من خلال إطلاق قناة ناطقة بالأمازيغية بتوجه عام. ففي إطار روح الدينامية التصالحية مع الذات الوطنية، شهدت سنة 2010، إحداث القناة الثامنة تمازيغت لمنح فضاء واسع للغة والثقافة الأمازيغية كي تعبر عن ذاتها في إطار مغربي صرف يسبر أغوار الشأن الثفافي الوطني بشكل عام. على المستوى الجهوي شكلت كل من قناتي «ميدي آن تي في» و«قناة العيون» الجهوية شكلين آخرين للتعاطي التلفزيوني مع الشأن العام رغم اختلاف مرجعية كل واحدة منهما. قناة ميدي آن تي في «ميدي آن تي في» التي ظهرت على أنقاض «ميدي آن سات» الخاصة، كانت من أولى القنوات التي ظهرت في إطار التراخيص التي منحتها الهيئة العليا للاتصال، غير أن صعوبات واجهت القناة الخاصة قبل أن يتم إدماجها ضمن القطب العمومي وتحولها من إخبارية إلى تلفزة عامة، وهي اليوم تصنع الإضافة عبر ما تقدمه من فقرات يومية. قناة العيون الجهوية بالعيون بالصحراء المغربية، أطلت قناة العيون الجهوية شهر نونبر من سنة 2004 كأول قناة جهوية في المغرب العربي. وهي ذات طابع إخباري تهتم بالمواضيع السياسية والدينية والرياضية إضافة إلى برامج التربية والمواضيع الاجتماعية القريبة من المواطن خاصة في الأقاليم الجنوبية المغربية. قناة المغربية تكاملية قنوات القطب العمومي والتشاركية التي يتم التنسيق في إطارها أثمرتا إطلاق قناة المغربية الفضائية التي تشتغل على أرشيف القناتين الأولى والثانية في العديد من البرامج الثقافية والدينية والاجتماعية وكذا الإخبارية. التلفزة تتحرك والحلم المجهض تعتبر فترة «التلفزة تتحرك» في منتصف الثمانينيات فلتة تلفزيونية بامتياز في تاريخ القناة الأولى التي كبرت ونسلت قنوات أخرى وتحول الأمر إلى شركة وطنية للإذاعة والتلفزة . ففي هذه الفترة أسند الملك الراحل الحسن الثاني لصديقه المهندس أندريه بكار مشروع تحديث القناة الأولى وعصرنتها تقنيا وبشريا، وبالفعل انخرط المهندس الشهير على عجل في هذه المهمة الصعبة وجرى استقطاب إعلاميين جدد ووضع تصور جديد للعمل الإعلامي التلفزيوني يتماشى مع رغبة السلطات في إظهار المغرب كدولة عصرية وتجسيد ذلك في مؤسساتها ومنها التلفزة. وقد كان من المشرفين على عملية اختيار وتوظيف العناصر الجديدة المسرحي الطيب الصديقي ومن الوجوه التي تم استقطابها للعمل في القناة الأولى نذكر فاطمة الوكيلي، جليل النوري، ثريا الصواف، عبدو الصويري، أنيس حجام، فيروز الكرواني، قائمة بلعوشي، عبد الرحمان العدوي، عزيز الفاضلي الذي أعطى للنشرة الجوية روحا خفيفة وضاحكة، ولم يقتصر التغيير على النشرة الجوية بل طال حتى النشرات الإخبارية التي تبدلت طريقة تقديمها من طرف الوجوه الجديدة التي خضعت لتكوين من طرف محترفي التلفزيون في القناة الفرنسية الشهيرة tf1 التي ساهم العديد من نجومها في إخراج مشروع التلفزة تتحرك إلى حيز الوجود ، ولم يقتصر التغيير على الجانب الإخباري بل إن برامج هي الأخرى أطلت من شاشة القناة الأولى بوجوه ومضامين جديدة، لكن هذه الفترة لم تطل إلا بضعة أشهر وتم إجهاض حلم تحرك التلفزة المغربية نحو الأفضل بسيطرة وزارة الداخلية على التلفزيون والإذاعة، باستغلال حلقة من حلقات برنامج «وثيقة» لادريس المريني التي كان من ضيوفها المهدي بنعبود .... حيث أصبحت هذه الوسيلة الإعلامية بمثابة قيادات أو عمالات أو ولايات، وعلى سبيل المثال نذكر وجود الوالي اطريشة على رأس الإذاعة والتلفزة والعامل مدير التلفزة محمد الإيساري ونفس الشيء بالنسبة للإذاعة التي كان يرأسها عبد الرحمان عاشور الإطار في وزارة الداخلية. لكن ورغم أن حلم التلفزة تتحرك أجهض في فترة وجيزة، فإن غالبية نجوم هذه الفترة سوف ينتقلون للتألق في قناة أخرى اسمها دوزيم أول قناة خاصة في المغرب إلى الآن والتي تم تأميمها بعد فترة متميزة في الفضاء السمعي البصري المغربي حتى العربي .