بعد انتظار دام سنوات عدة، تعزز المشهد السمعي البصري الوطني، أول أمس الأربعاء، بإطلاق قناة "تمازيغت"، الموجهة إلى المغاربة الناطقين باللغة الأمازيغية، وهي تحمل الرقم "8"، ضمن ترتيب قنوات القطب العمومي للاتصال السمعي البصري. وتشكل هذه القناة، التي حددت ميزانيتها في 500 مليون درهم، واحدة من الوسائل التواصلية للترويج للثقافة الأمازيغية بالمغرب، كمكون أساسي للثقافة والهوية الوطنيتين، كما جاء في الخطاب الملكي السامي، يوم 17 أكتوبر 2001، بمدينة أجدير، الذي أكد فيه جلالة الملك محمد السادس ضرورة النهوض بالأمازيغية. وستبث القناة الجديدة برامجها تجريبيا، خلال الشهر الجاري، وفبراير المقبل، على أن تشرع في البث الرسمي لبرامجها في مارس المقبل، بوتيرة يومية مدتها ست ساعات، من الاثنين إلى الجمعة، من السادسة مساء إلى منتصف الليل، وفي نهاية الأسبوع من الثانية بعد الظهر إلى منتصف الليل. وقال فيصل العرايشي، الرئيس المدير العام للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، في كلمة له بالمناسبة، إن "القناة الجديدة تتوفر على مؤهلات تقنية حديثة، تستعمل، للمرة الأولى، في قنوات الشركة الوطنية"، مضيفا أن القناة ستبث برامجها بمعدل يتراوح بين 70 إلى 80 في المائة، بالتعابير الأمازيغية الثلاث، تريفيت، وتشلحيت، وتمزيغت، فيما تنال اللغة العربية النسبة المتبقية. وأشار العرايشي إلى أنه جرى تنصيب محمد مماد مديرا مركزيا للإذاعة والقناة الأمازيغيتين. وسيقدم المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية مجموعة من الاستشارات للأطر الصحافية ومنشطي القناة، وفق ما أعلن أحمد بوكوس، عميد المعهد، في كلمة له خلال حفل إطلاق القناة بالرباط، مؤكدا على أن من شأن "القناة أن تخدم التنوع الثقافي واللغوي بالمغرب، وتعكس الثراء المادي وغير المادي للثقافة المغربية". وتتوزع شبكة برامج القناة بين نشرات إخبارية، وبرامج الأسرة، وبرامج دينية، وبرامج اقتصادية، وبرامج الأطفال، وبرامج رياضية، وبرامج أخرى تهم الحياة اليومية في المجتمع. وتبلغ الميزانية العامة الموجهة إلى القناة، بعد اتفاق الحكومة والشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، 500 مليون درهم (50 مليار سنتيم) على مدى أربع سنوات. وستبث القناة الجديدة برامجها على البث الرقمي الأرضي "تي إن تي"، عبر التراب الوطني، بالإضافة إلى البث على القمرين الاصطناعيين "نايل سات"، و"هوتبورد".