تم في نهاية الأسبوع بالخرطوم، تكريم رائد الاحتفالية في العالم العربي، المسرحي المغربي عبد الكريم برشيد، ب(مهرجان البقعة الدولي للمسرح) في دورته ال16 المنظمة خلال الفترة ما بين 27 مارس 4 أبريل، بمشاركة نخبة من رجالات المسرح من عدة أقطار عربية. وتم هذا التكريم بمناسبة الذكرى الأربعين لصدور البيان الأول للاحتفالية في أبريل عام 1976 بالمغرب، وعرفانا بما قدمه وما زال رائد الاحتفالية عبد الكريم برشيد للمسرح تأليفا وتنظيرا ونقدا، طيلة العقود الأربعة الماضية، مما رسخ مكانته كأحد كبار الكتاب المسرحيين والمنظرين للحركة المسرحية العربية. ويأتي هذا التكريم والاحتفاء بالذكرى الأربعين للإحتفالية ، بعد احتفالات مماثلة شهدها المغرب في الفترة الماضية، خاصة احتفال نقابة المسرحيين المغاربة بمراكش بنفس الذكرى (18-19-20 فبراير). كما احتفى المعرض الدولي للكتاب والنشر بالدار البيضاء بالمناسبة نفسها من خلال ندوة فكرية شارك فيها مسرحيون وجامعيون (مصطفى رمضاني ونذير عبد اللطيف ومحمد العزيز وعبد الكريم برشيد). وخلال مهرجان البقعة الدولي عقدت ندوة ناقش فيها المشاركون البيان الذي أعده برشيد بعنوان (بيان الخرطوم للاحتفالية المتجددة)، وجدد فيه التأكيد على مفهوم الاحتفالية كممارسة مسرحية مستمرة ،يتجدد فيها الإحساس بجماليات الحياة وتتجدد فيها الآداب والفنون. ومنذ ظهورها في المغرب، انتشرت الاحتفالية واشتهرت لدى كل محترفي المسرح وهواته ، وأصبح لها اليوم انتشار في كل العالم العربي، ومسرحياتها تقدم في كل المسارح والتظاهرات والمهرجانات المسرحية . كما أن نظريتها أصبحت تدرس في الكليات وفي المعاهد المسرحية على امتداد الوطن العربي كله. ويعد عبد الكريم برشيد أحد أغزر الكتاب والمؤلفين المسرحيين منذ أعماله الأولى في بداية السبعينات ك(سالف لونجا) وحتى صدور كتابيه الأخيرين ، الأول كتاب نقدي ونظري بعنوان (أنا الذي رأيت)، والثاني نص مسرحي جديد بعنوان (سقراط قالوا مات) .