انطلقت مساء أمس الجمعة، بمدينة طنجة (أقصى شمال المغرب)، فعاليات الدورة الثالثة لمهرجان طنجة الدولي للمسرح، بمشاركة أكثر من 20 فرقة مسرحية تنتمي إلى 14 دولة عربية وأجنبية. وافتتحت الدورة الحالية للمهرجان، والمتواصلة إلى غاية ال28 من الشهر الجاري، فعالياتها بتكريم وجهين مسرحيين بارزين ينتميان إلى تجربتين مسرحيتين مختلفتين، أولهما المسرحي المغربي الشهير، عبد الكريم برشيد، الذي استعاد من خلال عدد من مسرحياته ك"الحكاواتي الأخير"، "امرؤ القيس في باريس" ومسرحية "عطيل والخيل والبارود"، وجوها من التراث العربي القديم وأعاد توظيفها في نسج مسرحيات، بطابع احتفالي ميز أعماله عن سائر الأعمال المسرحية في العالم العربي. فيما احتفى المهرجان أيضا خلال حفل افتتاح دورته الثالثة، بالمسرحي والممثل الفرنسي المعروف، رومان بوتاي، أحد مؤسسي مسرح "مقهى المحطة"، وهو مسرح شعبي ذو طابع كوميدي، يحظى بجماهيرية واسعة، حيث قدم هذا الفنان أزيد من قدم 30 عملا مسرحيا في فرنسا. وفي حديث ل"الأناضول"، قال طارق الرامي مدير مهرجان طنجة الدولي للمسرح، إن الدورة الحالية لهذا الحدث الثقافي تتطلع من خلال استضافة فرق مسرحية من بلدان مختلفة، إلى الانفتاح على مدارس وتجارب مسرحية متنوعة، وإعادة بناء قنطرة بين الجمهور وفن المسرح، من خلال تقديم عروض مسرحية في الشارع وعلى خشبات الهواء الطلق، في استعادة للأصول الأولى لهذا الفن. واختار القائمون على المهرجان المسرحية الفرنسية "أونديلوت تورس لن تكون هنا" لمُبدعها "رومان بوتاي" لافتتاح عروض المهرجان، حيث تؤدي الممثلة المسرحية الفرنسية ذات الأصول المغربية "سعيدة شورجيل" عرضا كوميديا ساخرا ينتقد بعض العقليات السائدة في المجتمع الفرنسي، معتلية خشبة المسرح بشكل منفرد، ومنطلقة في حوارداخلي مسرحي تشخصي، تشاركه الجمهور دون حاجة لديكور وتجسد حركة وصوتا، بنبرة صوت مضحكة وساخرة. وأقيمت خلال حفل افتتاح المهرجان عروضا مسرحية راقصة على إيقاعات الموسيقى بحديقة القصر التاريخي "قصر مولاي عبد الحفيظ"، في مشهد فني مميز. وعلى خشبة مسرح المهرجان تعرض فرق مسرحية قادمة من 14 بلدا عربيا وأوروبيا ولاتنيا إبداعات مدارس مسرحية مختلفة، حيث تؤدي الفرقة الإيطالية "فيتا مورتي أي روسيروزيون" مسرحيتها بعنوان "لاكامباني أرسكوميكا"، والفرقة التونسية "نقطة وارجع للسطر" مسرحيتها " نقطة الصفر"، فيما تعرض الفرقة المصرية "لاموزيكا" مسرحية تحمل إسم "بين النور"، كما تشارك الفرقة السويسرية "لاكوباني 94" في عروض المهرجان بمسرحيتها " لانوي جوست أفون لا فورية"، ومن المكسيك تقدم فرقة " لاكوباني لوث ديل نورطي" مسرحية "لاكانتانتي كالفا". والمهرجان يعيد رسم ملامح الهوية المسرحية المغربية المحلية، ويستدعي إلى عروض دورته الثالثة، مجموعة من الفرق المسرحية من مناطق مختلفة على امتداد الجغرافيا المغربية، من بينها مسرحيات بعناوين ومواضيع مختلفة كمسرحية "رجل الخبز الحافي"، وأخرى تحمل عنوان "سكيزوفرينيا"، ومسرحية "بين بين"، ومسرحية ""الساروت" وغيرها. كما أن عدد من ساحات مدينة طنجة (أقصى شمال البلاد) ستتخلى عن أسمائها المألوفة لتستعير أسماء رواد مسرحيين يحتفي بهم المهرجان ويكرمُ الإبداعات الفنية التي راكموها على مدى سنوات، حيث تحمل ثلاث ساحات شهيرة بالمدينة أسماء كل من المسرحي المغربي عبد الكريم برشيد، والمسرحي الفرنسي رومان بوتاي، والمسرحي المغربي "الطيب الصديقي" وفي فضاءاتها ستؤدي فرق مسرحية عروضا لجمهور الشارع، من أجل إعادة صلات الوصل بين العامة والفن المسرحي بعد تراجع الملحوظ في الإقبال على صالات العروض المسرحية، وغلبة الميول إلى السينما والمُسلسلات التلفزيونية.