نظم نادي القلم المغربي – فرع آسفي، بتعاون مع مندوبية وزارة الثقافة الجمعة 25 مارس الماضي بقاعة الندوات بالخزانة الجهوية، لقاء أدبيا استضاف فيه المبدعة العربية الزهرة رميج. افتتح اللقاء الباحث عبد الرحمان شكيب رئيس النادي، بأرضية، عبارة عن بورتريه، حدد من خلالها الوضع الاعتباري للمبدعة انطلاقا من مسارها الحياتي: على مستوى التجارب الحياتية والعلمية، والنضالية، وأهم المحطات التي عاشتها مخلفة أثرها البالغ الذي ساعد فيما بعد ذلك على انخراطها في عوالم الكتابة السردية منها والشعرية كنقطة مضيئة إبداعيا تناولت كل القضايا التي تشغل المجتمع على رأسها المرأة، معتبرا الكتابة بالنسبة للمبدعة الوجه الثاني للممارسة النضالية والحياتية. وانطلقت الندوة بمداخلة الناقد سالم الفائدة المعنونة ب«صورة المٍرأة في التجربة القصصية للزهرة رميج» استطاع بتحليله أن يرسم صورة المرأة بمختلف أنواعها كما وردت في المجاميع القصصية: «أنين الماء»، «نجمة الصباح»، «صخرة سيزيف». وهي نماذج لوضعيات المرأة التي تعيش في مجملها انكسارات وإحباطات، ناتجة عن بنية تفكير في مجتمع أبيسي يعيش القهر والحرمان. مداخلة إبراهيم نادين تناولت ديوان المبدعة «ترانيم»، وقف فيه عند المقدمة التي اعتبرها مقدمة نقدية ذاتية استطاعت الشاعرة أن تضع من خلالها القوانين التي أمنت بها، لينتقل بعد ذلك إلى تحليل قصيدة «تين الصحراء» واقفا عند أهم الدلالات والمعاني، كاشفا عن الخصوصيات الفنية والجمالية التي تمتلكها المبدعة، داعيا إياها إلى الكتابة في مجال الشعر، لأنها قادرة على خلق المفاجاة في هذا الجنس الأدبي الذي اقترن بالثقافة العربية. فيما أسس إدريس الخضراوي مداخلته المعنونة ب «الغول يلتهم نفسه» على أهم الآليات والميكانزمات التي امتلكتها الروائية للانخراط فعليا في الفعل الروائي، مشيرا إلى أهمية العنوان في تحديد مسار وتوجه العمل الروائي من خلال ما يقدمه من إمكانية مقاربة أعمالها والسماح بتأويلها تأويلا علميا. كما اعتبر احترام الجمهور القارئ لأعمال المبدعة ثمرة اجتهاد ومراس ودربة من جهة واحتفاء بأعمالها البالغة الأهمية من حيث الرؤيا من جهة ثانية. من جهته حاول الناقد ابراهيم الكراوي، أن ترسم صورة المبدعة في المشهد الإبداعي، مشيدا بأهم ما يميز الزهرة رميج كشاعرة وقاصة وروائية، مشيرا إلى أن المداخلات السابقة قد قالت كل شيء وتناولت كل النقط المضيئة في مسار الكاتبة، وهي كثيرة جدا، وتميزت وطنيا وعربيا. هذا وحاول أن يقف على بعض ما يميز المجموعة القصصية (صخرة سيزيف). بعد ذلك أعطيت الكلمة للمبدعة للحديث عن تجربتها الإبداعية مستمدة مواضيعها من واقع متبدل باستمرار، مركزة على اختيارها الكتابة السردية كاختيار لا محيد عنه، باعتبارها الفضاء الذي يتيح لها معانقة العالم وأنه السبيل الوحيد الذي يجعلها تحيا حياة طبيعية حافلة بالمحبة والسعادة.