عُقد في المدرسة العليا للأساتذة بالدار البيضاء، يوم الثلاثاء 5 ماي 2009، لقاء مفتوح مع الأديبة المبدعة والمترجمة الزهرة رميج، حضره طلبة المدرسة العليا وأساتذة شعبة اللغات وبعض الأطر الإدارية وبعض المهتمين. وقد افتُتح اللقاء، الذي أداره الأستاذ عبد الواحد المرابط، بكلمات ترحيب ألقاها كل من الأستاذ عبد العزيز بن عائشة مدير المدرسة العليا للأساتذة، والأستاذة وفاء الإبريزي رئيسة شعبة اللغات؛ ثم بعد ذلك ألقت الزهرة رميج كلمة حول "جدوى الكتابة"، حيث انطلقت من السؤال: لماذا نكتب؟ فاستحضرت تجربتها الخاصة مع الكتابة، التي ضغطت عليها في مرحلة المراهقة، لكنها انصرفت عنها إلى انشغالات واهتمامات أخرى، فلم تمارسها بشكل واع ومُنَظَّم إلا في سن متأخرة نسبيا، بعد أن اقتنعت بجدواها وضرورتها. وقد أشارت رميج في معرض كلمتها إلى أن الكتابة ليست مجرد تسلية أو رياضة فكرية أو ترف، وإنما هي قضية نابعة من دواخل الإنسان، ترتبط بنظرته إلى العالم ، وتعبر عن موقفه مما يحدث حوله، وتقتضي بالتالي التزامه ومسؤوليته. فالكتابة بهذا المعنى ذات أهمية بالغة، خصوصا في مجتمعاتنا العربية المفتقرة إلى الديمقراطية والكرامة، والمعرضة لليأس والانهيار. لذلك ألحت الزهرة رميج على دور الكاتب في التعبير والاحتجاج والكشف والتنوير. وبعد كلمة الأديبة فُتح باب النقاش، الذي استغرق ساعتين، والذي أثار قضايا متنوعة منها: - خصائص الكتابة السردية عند الزهرة رميج. - دور الكتابة الأدبية في ترشيد المجتمع وتطويره. - العلاقة بين الرواية والقصة القصيرة. - العلاقة بين القصة القصيرة والقصة القصيرة جدا. - الكتابة حول الاعتقال السياسي. - الكتابة النسائية وعلاقتها بهوية المرأة المغربية والعربية. - تراجع الإقبال على القراءة في المجتمع المغربي. - أسباب الاهتمام بالأدب الصيني. وقد تفاعلت المبدعة مع تدخلات الحاضرين، من خلال ردود ونقاشات ألقت مزيدا من الأضواء على تصوراتها في الحياة وعلى تجربتها الأدبية المتميزة. وفي الختام أقيم حفل شاي على شرفها، وتقدم إليها الطلبة بباقة ورد تعبيرا رمزيا منهم عن الشكر لما شعروا به من متعة واستفادة. وللإشارة فالزهرة رميج أديبة مغربية متميزة، تكتب في مجال القصة والرواية، وتمارس الترجمة الإبداعية. ففي مجال الإبداع لها: "أنين الماء" (مجموعة قصصية 2003)، و"نجمة الصباح" (مجموعة قصصية 2006)، و"أخاديد الأسوار" (رواية 2007)، و"عندما يومض البرق" (قصص قصيرة جدا 2008)؛ وفي مجال الترجمة لها: "تمارين في التسامح" (مسرحية لعبد اللطيف اللعبي 2005)، و"امرأة ليس إلا..." (رواية لباهية طرابلسي 2005)، و"قاضي الظل" (مسرحية لعبد اللطيف اللعبي 2005)، و"نساء في الصمت" (رواية لنفيسة السباعي 2006)، و"نهر سيشوان" ( قصص من الصين)، و"عقدة دي" (رواية للكاتب الصيني داي سيجي 2009).