طوابير مصطفة على الأرصفة هنا وهناك .. تذمر باد على الأوجه، ولاصوت يعلو على صوت وسيلة للنقل ، أصبحت بعيدة المنال في هذا الصباح . اليوم الأربعاء استفاق سكان العاصمة الاقتصادية على وقع معاناة حقيقية للحصول على وسيلة نقل تنقلهم إلى وجهاتهم بسبب مشاركة مستخدمي حافلات نقل المدينة عن العمل و«الترامواي» في الإضراب الوطني العام الذي دعت إليه المركزيات النقابية. وتسبب إضراب حافلات النقل الحضري في حدوث ضغط على سيارات الأجرة من الحجم الصغير والمتوسط، والأكثر من ذلك فتح ذلك المجال أمام أصحاب «التريبورتورات» و«الخطافة» الذين دخلوا على الخط واستغلوا الوضع القائم، للقيام بنقل الأشخاص، فيما استبد التذمر واليأس بالوجوه الملتفتة يمينا ويسارا على أمل الحصول على وسيلة نقل. وفي رحلة قصيرة على متن سيارة أجرة من الحجم الكبير بين الحي الحسني ووسط المدينة، هيمنت الشكوى على الراكبين، بل إن بعضهم قال إنه لم يكن على علم أصلا بالإضراب. «بقيت مسمرة أكثر من ساعة وما كاين والوا» تقول النبرة المستاءة لسيدة، قبل أن تظفر في الأخير بمقعد بسيارة الأجرة، مضيفة ، أنها كانت على علم بالإضراب، لكن لم يخطر على بالها بأن الحافلات بدورها معنية بالإضراب، بل كانت تظن أن هذا الأخير يخص المؤسسات التعليمية والمؤسسات التابعة للدولة، وليس الشركات الخاصة من قبيل مصنع الألبسة الذي تشتغل به قائلة « أنا خدامة في معمل التكستيل و ما كاينش الحس ديال الإضراب». من جانبه صب أحد الراكبين جام غضبه على التلفزيون. بالنسبة لهذا الأخير، كان يتعين على التلفزيون الإخبار بالقطاعات التي ستضرب ومنها «التوبيس» ، حتى يتخذ الناس احتياطياتهم و«بلا هاذ التسخسيخة.. والباطرون ما يعذركش إلى تعطلتي» يستطرد الراكب المتذمر، فيما تواصل الأخذ والرد إلى أن وصلت سيارة الأجرة إلى نهاية رحلتها وتفرق الجمع.. لكن في القلب هم واحد. تدبر وسيلة نقل للرجوع مساء بعد يوم شاق في العمل.