خلال اليوم الثاني من الإضراب الذي دعا إليه أرباب النقل الطرقي بالمغرب على مدى ثلاثة أيام انطلاقا من يوم الاثنين الأخير، شلت حركة المسافرين أول أمس الثلاثاء داخل جنبات المحطة الطرقية لاولاد زيان التي بدت مهجورة من الهياكل الحديدية/المعدنية التي اعتادت تأثيث باحتها الواسعة، والتي أصبح زعيق مستخدمي حافلات نقل المسافرين وأصوات المنبهات المزعجة طقسا يوميا مألوفا لهذه البناية الواقعة في قلب العاصمة الاقتصادية. إضراب حافلات نقل المسافرين الذي استشاط له عدد من المواطنين/الركاب غضبا واحتجاجا وهم الذين لم يكونوا على علم بهذه التطورات، دفعهم إلى البحث عن وسائل نقل أخرى تؤمن لهم أسفارهم نحو الوجهات التي يقصدونها، وهو الأمر الذي جعلهم يقعون ضحية جشع وطمع العديد من المضاربين الذين استغلوا الفرصة للرفع من أثمنة الرحلات التي فرضوها بقوة الواقع لمن هم في حاجة إلى السفر، غير عابئين بأي عذر اجتماعي أو إنساني مادامت الغاية هي الربح، حيث تجندت عدد من سيارات الأجرة من الصنف الكبير لعرض خدماتها المدفوعة الأجر، وانضاف إليها كذلك سيل من «الخطافة» الذين وجدوا في اللحظة ضالة منشودة، مقابل التحاق طوابير أخرى من وسائل نقل مختلفة، اتضح أن أعدادها وإن كانت كبيرة فهي لن تسد الخصاص مادام أن الطلب مرتفع والاقبال كبير! هي وضعية استثنائية عاشها المسافرون/المواطنون وعاشتها معهم المحطة الطرقية لاولاد زيان التي كانت في وضعية جمود، وهو الجمود الذي من المحتمل أن تعيشه مرات أخرى إن لم تجد الجهات الداعية لخوض الإضراب آذانا صاغية من أجل الجلوس إلى طاولة الحوار، للدفاع عن مطالبها وللتعبير عما تعتبره معاناة وإكراهات يتعين على كافة المتدخلين في هذا القطاع الحيوي البحث لها عن حلول وذلك من أجل رفع الضرر عن كل متضرر سيما المواطن/الراكب الذي يعيش لحظات من التيه في كل وقت وحين .