مستشفى الرازي للطب النفسي ببرشيد أو مستشفى الأمراض العقلية والنفسية كما كان يسمى سابقا وهو الاسم الذي لازال راسخا بذاكرة المغاربة وسكان برشيد عاصمة أولاد احريز خصوصا، تم تشييده أوائل العشرينيات من القرن الماضي وكان يضم 25 جناحا، وكل جناح به ما يقارب 80 نزيلا يتحدرون من جل المدن المغربية، لأنه فيما سبق لم تكن بالمغرب مستشفيات للأمراض العقلية والنفسية. كان من بين النزلاء كذلك بعض العرب من الجزائر ومصر والعراق، وقد لقي هذا المستشفى شهرة وطنية ودولية، كان يعمل به مئات الموظفين والمستخدمين مغاربة وطاقم طبي جله من فرنسا، وكانت تقام به التحليلات والتشريحات، وكان مجهزا بجميع الأدوات والآليات اللازمة، كان يضم أزيد من ألفي نزيل، بينما يضم حاليا حوالي مئتي نزيل فقط يعيشون حياة مأساوية. مستشفى الأمراض العقلية ببرشيد إبان الاستعمار استطاع المستعمر الفرنسي في مستهل القرن العشرين أن ينشر أعوانه و أعينه وسط ساكنة الشاوية، فأصبحوا يمدونه بكل صغيرة وكبيرة عن أحوال المجتمع في علاقته مع بعضه البعض، وفي علاقته بالسلطان والنزاع القبلي الذي ساد المنطقة آنذاك والذي أنهك قواها وجعلها لقمة سائغة في فمه. ولما لاحظ المستعمر الفرنسي ضعف أهل الشاوية نتيجة لما ذكر وهوانهم على غيرهم، بدت له الفرصة سانحة لغزوهم وبسط نفوذه و الاستحواذ على أراضيهم و ممتلكاتهم. ولهذا الغرض قرر الفرنسيون بتاريخ 13/01/1908 دخول قصبة ابن الرشيد التي وجدوها فارغة من أهلها الذين فروا خارجها خوفا من المستعمر الذي دمر فيها ما رآه صالحا لبقائه وفرض سلطانه، وبعد حين، عَبّر القائد المخلوع بن عبد السلام بمعية وفد من الأعيان و كبار الناحية للقوات الفرنسية عن ولائهم وعدم مقاومتهم للجيوش الفرنسية، وبهذا تحولت قصبة ابن الرشيد لمنطقة الشاوية (مستشفى الأمراض العقلية حاليا على مساحة تقدر بحوالي 43 هكتارا) إلى مركز عسكري إداري احتلالي للجيش الفرنسي. تفاصيل أكثر في عدد "الأحداث المغربية" لنهاية الأسبوع