لدى حلولها يوم الخميس الماضي بمستشفى الرازي للطب النفسي ببرشيد، اكتشفت لجنة من وزارة العدل نزيلين بالمؤسسة الصحية من المتخلى عنهم، الأول جزائري الجنسية، و الثاني من دولة مالي، مكثا بالمستشفى أزيد من خمسة عقود دون علم الأطر الصحية الحالية بجنسيتهما. اللجنة التي حلت بمستشفى الرازي للطب النفسي يوم الخميس الماضي تشكلت من نائب الوكيل العام بمحكمة الاستئناف بسطات ونائب وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية ببرشيد وموظفون من كلتا المحكمتين ورئيس المنطقة الأمنية ببرشيد وضباط وذلك للتحقيق في المشكل الأمني الذي تعاني منه المؤسسة الصحية حيث تمكن العديد من النزلاء المتابعين قضائيا من الفرار عبر أسوار المستشفى و من بينهم متابعين بجناية القتل. اللجنة زارت جميع المرافق و الأقسام الصحية و تفقدت أسوار المستشفى المهترئة و اطلعت على عدة ملفات تخص عدة نزلاء و من بينها الملفات التي لا تضم الصور الشخصية لهم، و لدى اطلاعها على ملفات حوالي 56 نزيلا متخلى عنهم و هم من أقدم نزلاء المستشفى، إكتشفت وجود نزيل من جنسية مالية دخل المؤسسة الصحية ببرشيد منذ سنة 1961 و تعلم اللغة العربية، و لا يعلم المسؤولون جنسيته ظنا منهم أنه مغربي، و النزيل الثاني من جنسية جزائرية دخل إلى المغرب سنة 1975 عقب الحملة "البومدينية". النزيلان غير المغربيان يبلغ الآن من العمر كل واحد منها أزيد من 70 سنة، و يعد مستشفى الرازي للطب النفسي ببرشيد معلمة تاريخية وطبية للمدينة نظرا لشساعته (أكثر من 52 هكتارا)، تم تشييده أوائل العشرينيات من القرن الماضي وكان يضم 25 جناحا، وكل جناح به ما يقارب 80 نزيلا ينحدرون من جل المدن المغربية، من بين النزلاء كذلك بعض العرب من الجزائر ومصر والعراق، وقد لقي هذا المستشفى شهرة وطنية ودولية، كان يعمل به مئات الموظفين والمستخدمين مغاربة وطاقم طبي جله من فرنسا، وكانت تقام به التحليلات والتشريحات، وكان مجهزا بجميع الأدوات والآليات اللازمة، و قد سجلت اللجنة التي حلت به الخميس الماضي في محضر ملاحظاتها وجود هذان النزيلان اللذان لم تكن الإدارة بالمؤسسة على علم بجنسيتهما غير المغربية.