أسدلت المحكمة الابتدائية ببني ملال الستار أخيرا، على القضية التي شغلت الرأي العام الوطني والدولي، وأسالت الكثير من المداد بعد نطقها بالحكم الابتدائي الذي أدان الناشط الحقوقي والجمعوي المتهم بالنصب على شبيهة انتحارية باريس حسناء آيت بولحسن في مبلغ 350 ألف أورو. ففي الجلسة التي دارت أطوارها يوم الإثنين 25 يناير الجاري، وعرفت حضورا إعلاميا مهما، قضت المحكمة بإدانة المتهم بسنتين سجنا نافذا و50 ألف درهم كغرامة مالية، بالإضافة إلى إرجاع كل الأموال التي لازالت في ذمته للضحية والمحددة في 3.000.000 درهم. وتعود تفاصيل القضية إلى شهر نونبر الماضي، عندما اكتشفت الكبيرة بقاشى تداول صورتين تخصانها من طرف مختلف وسائل الإعلام الوطنية نقلا عن جريدة »الديلي ميل« البريطانية التي كانت سباقة لنشر هاتين الصورتين على أساس أنهما تعودان إلى انتحارية باريس حسناء آيت بولحسن، التي كانت قد فجرت نفسها مباشرة بعد اقتحام الشرطة الفرنسية لشقتها بمنطقة سان دوني بضواحي باريس، قبل أن تكتشف الجريدة البريطانية أنها وقعت في خطأ جسيم من خلال نشرها للصور عن طريق الخطأ، وأنهما تعودان لإحدى السيدات المقيمات بمدينة بني ملال. جريدة »الديلي ميل« وفي محاولة منها لتصحيح هذا الخطأ، أوفدت أحد صحافييها إلى المدينة لإجراء مفاوضات مباشرة مع »الكبيرة بقاشى« في محاولة منها لجبر الضرر النفسي الذي تعرضت له الضحية، وتفاديا لرفع هاته الأخيرة لدعوى قضائية ضدها. بعد ذلك، تم عقد اتفاق نهائي بين الكبيرة والجريدة البريطانية ينص على تقديم هاته الأخيرة لاعتذار رسمي عن الخطأ في نشر الصورتين، وتعويضها ماليا بمبلغ 350 ألف أورو. ونظرا لكون الضحية لا تتوفر على أي حساب بنكي، اقترح المشتكى به والذي كان مرافقا للضحية طيلة أطوار المفاوضات مع الجريدة البريطانية، تحويل الأموال في حسابه الخاص في أفق إعادة تحويلها لحساب الضحية بمجرد تمكنها من فتح حساب بنكي جديد. وبعدما توصل المشتكى به بمبلغ التعويض، سلم للضحية مبلغ 500.000 درهم تقريبا، قبل أن يمتنع عن تمكينها من المبلغ المتبقي والمحدد في 3.000.000 درهم، ما جعلها تقدم شكاية في الموضوع إلى وكيل الملك لدى ابتدائية بني ملال الذي أصدر أوامره بتوقيف المتهم وتقديمه للعدالة، موجها له تهما تتعلق بخيانة الأمانة. عادل المحبوبي