استغرب المواطنون عدم توصلهم بفواتير شركة أمانديس للشهر الثاني على التوالي، بعد أن كانت فواتيرهم تتوالى، وتصل أحيانا لمرتين في الشهر الواحد، حتى أن البعض لا يذكر ما الذي أداه وما لم يؤديه.. أمر أثار الكثير من الاستغراب والتخوف في الآن ذاته. فمنذ اشتعال فتيل الاحتجاجات ضد الشركة المفوض لها تدبير الماء والكهرباء، على مستوى منطقة طنجةتطوان، أوقفت المعنية خروج فواتيرها لشهر أكتوبر، والتي كانت معدة ومهيأة للتوزيع، لولا الاحتجاجات التي جعلتهم يتريثون، قبل أن يكتشفوا أمورا غريبة وعجيبة في تلك الفواتير، وفق ما كشفته مصادر جد مطلعة ومقربة جدا من مصادر القرار. فوفق ما علمته الجريدة، وكانت قد أشارت له في كثير من المقالات من قبل، فإن هناك تلاعبات واضحة في قراءة العدادات، في تواريخ القراءة وكذلك في تواريخ توزيع الفواتير، أمر ستكشفه نتائج تقرير أنجزه مكتب مستقل كلفته الشركة للقيام بدراسة، ومقارنة الفواتير، ومعرفة فيما إذا كان يتم قراءتها من عدمه وفي أي أوقات يتم ذلك. كما تكلفت الشركة أيضا باستطلاع رأي زبناء الشركة من خدماتها الأخرى غير الفوترة.. فقد قامت الشركة المعنية بمراجعة فواتير السنوات الثلاث الأخيرة، التي تبين في غالبيتها انعدام للانسجام، بين تباعد أحيانا للكمية المستهلكة وتقارب غير مفهوم في أحيان أخرى.. بين فواتير تصعد وتنزل دون موجب أو سبب، فيما فواتير ترتفع في فترات لا يكون أصحابها موجودين أصلا بمنازلهم، وأخرى ضعيفة في فترات الذروة واستهلاك الماء أو الكهرباء بقدر أكثر من المعهود. وكشفت المصادر ذاتها عن كون غالبية الفواتير التي تمت مراجعتها، والتي همت فوترة يونيو، يوليوز، غشت، شتنبر وأكتوبر، أبانت بما لا يدع مجالا للشك أن هناك غيابا للجدية في تواريخ القراءة وفي القراءة نفسها، فقد كانت تلك الفواتير "كارثية" وفق ما أفادت به بعض المصادر، وكان من الممكن أن تزيد النار المشتعلة احتجاجات زيتا يرفع من توترها، لولا أن تم توقيفها ومراجعة غالبيتها لحد الساعة، وهو ما جعلها تتأخر كل هاته المدة، حتى تكاد تكمل شهرها الثاني. عدم الجدية في قراءة العدادات، كانت دائما محل كتابات نشرت بالجريدة، بالدليل والبرهان لكن يبدو أن بعض قراء العدادات كانوا يلجؤون لنقابتهم للدفاع عنهم في كل مرة، حينما كانت الإدارة تريد أن تتخذ معهم قرارات تأديبية، مما زاد الطين بلة وشجع حتى الآخرين على الانخراط في اللاجدية التي اعترت العملية ككل. في حين أكد مصدر مقرب من إدارة الشركة، أن هناك قرارات تأديبية صارمة ستمس الكثيرين، من بينهم مسؤولين في قسم الفوترة وغيرها. ويتخوف المواطنون زبناء أمانديس، أن يكون للتأخر في خروج الفواتير الآثار السلبية مستقبلا، خاصة وأن ذلك سيجعل الشركة تبحث عن طريقة لاستخلاص أموالها، وقد يدفعها الأمر للتسريع في إخراج الفواتير تباعا مما لن يدع للزبناء مجالا كبيرا فيما بين فترة الآداءات، التي أصبحت بالنسبة لبعض الموزعين وقراء العدادات غير ذات أهمية، رغم أنها تتسبب في غرامات غير قانونية تستخلصها الشركة عن التأخر في الآداء وقد يصل الأمر حد اقتطاع الماء والكهرباء. وفي وقت باشرت الشركة العمل بإشعار الزبناء بلحظة مرور قارئ العدادات واجتهد البعض في إبراز عمله، لا يبدو أن البعض الآخر منخرط فعلا في هذا الأمر بحيث يكتفي بترك إشعار واحد بطريقة غير واضحة لعمارة بعشرات السكان، دون أن يدون باقي المعلومات المتطلبة في الملصق، لكن مع ذلك تبدو أن هاته العملية أبسط ما يمكن أن يتم القيام به، حتى يستعيد المواطن نسبة من ثقته في الفاتورة التي يلزم بآداء مستحقاتها.. مصطفى العباسي