خص المنتدى الثقافي الإسباني العربي، مساء الاثنين بمدريد، الكاتبة وعالمة الاجتماع المغربية فاطمة المرنيسي بتكريم تم خلاله استحضار مناقب الراحلة وإسهاماتها الفكرية. وخلال هذا التكريم، الذي جاء في شكل حلقة نقاش حول الرصيد المعرفي والفكري للراحلة فاطمة المرنيسي، أشارت الأكاديمية الإسبانية، ليونور ميرينو غارسيا، إلى أن أعمال هذه المفكرة والمبدعة تشكل نافذة للغرب على واقع المجتمعات العربية. وأوضحت ميرينو غارسيا، التي تدرس بعدد من الجامعات الإسبانية، أن الراحلة المرنيسي، التي كانت خبيرة في الثقافتين الإسلامية والغربية، جعلت من أعمالها مرجعا أساسيا لفهم البنية الاجتماعية، لاسيما وضع المرأة في العالم العربي. ووصفت هذه الجامعية الفقيدة بأنها كانت "إحدى أكثر الأصوات بلاغة في الحركة النسوية العربية"، مشيرة إلى أن فاطمة المرنيسي استفادت من انفتاحها على الثقافة الغربية لتقديم أفكارها على المستوى الأكاديمي، متجاوزة الخلافات بين الثقافتين الغربية والعربية. وأضافت أن الراحلة المرنيسي تقاسمت مع العالم، من خلال كتبها، خلاصاتها وأفكارها حول جوانب مختلفة من المجتمعات العربية، لاسيما النظريات الغربية والإسلامية بخصوص وضعية المرأة العربية والمسلمة، فحققت، بالتالي، أعمالها شهرة عالمية وترجمت للعديد من اللغات. وبحسب غارسيا فإن المرنيسي تناولت قضية المرأة اقتناعا منها بأنها مفتاح فهم المجتمع العربي الإسلامي، بغض النظر عن مستواها الثقافي أو الاجتماعي، داعية إلى تعليم وتربية النساء العربيات لتحسين أوضاعهن وتعزيز مساهمتها في الحياة الاجتماعية والثقافية. وشددت هذه الجامعية الإسبانية على أن فكر الراحلة المرنيسي استند على التوفيق بين مبادئ الإسلام وقيم الحرية وحقوق الإنسان، مبرزة أن المرنيسي فككت النظريات التي حاولت ربط الإسلام باستبعاد وتهميش المرأة. وتوفيت فاطمة المرنيسي يوم 30 نونبر الماضي بالرباط عن سن 75 سنة، بعد معاناة طويلة من المرض. وتابعت الراحلة التي ولدت سنة 1940 بفاس، دراستها بالرباط ثم فرنسا فالولايات المتحدة، ومنذ الثمانينات أصبحت أستاذة في جامعة محمد الخامس بالرباط. واهتمت الراحلة بقضية المساواة وحقوق النساء، ولها مؤلفات عديدة منها "الحريم السياسي"، و"الجنس كهندسة اجتماعية"، و"هل أنتم محصنون ضد الحريم"، و"الجنس والأيديولوجيا والإسلام"، و"ما وراء الحجاب"، و"الإسلام والديمقراطية"، و"شهرزاد ترحل الى الغرب". وحصلت الراحلة فاطمة المرنيسي في ماي 2003 على جائزة أمير أستورياس للأدب (أرفع الجوائز الأدبية بإسبانيا) مناصفة مع سوزان سونتاغ، كما توجت في نونبر 2004 بجائزة "إراسموس" الهولندية إلى جانب المفكر السوري صادق جلال العظم والإيراني عبد الكريم سوروش، وكان محور الجائزة "الدين والحداثة".