وأخيرا يسدل الستار عن ملف سرقة كمية هامة من زيوت المائدة حددت في 80 طنا، من مستودع تابع لإحدى شركات إنتاج زيوت المائدة الكائنة بمنطقة 15 بعين حرودة، والتي تورط فيها 14 شخصا من بينهم حراس ومسؤول بالمخزن ووسطاء في عملية إعادة بيع السلع، وكذلك عمال بالمستودع وسائق رافعة وسائقي الشاحنات الثلاث، حيث تم تقديم المتهمين يوم أمس الثلاثاء، إلى محكمة الاستئناف بالبيضاء بمجموعة من التهم من بينها تكوين عصابة إجرامية والسرقة والمشاركة وإخفاء المسروق وخيانة الأمانة وتعييب منشأة خاصة. ملابسات هذه السرقة التي عرفت استنفارا في صفوف كبار مسؤولي الدرك الملكي، سواء بالفصيلة القضائية بسرية الدرك الملكي بالمحمدية أو بمركز الدرك الملكي، الذين تابعوا سير التحقيقات من أولها إلى آخرها، انطلقت أطوارها بتوصل رجال الدرك الملكي بعين حرودة بشكاية مفادها تعرض مستودع الشركة لسرقة أطنان من الزيوت، بعد أن اقتحمه مجهولون ليلة الجمعة وقاموا بتكبيل ثلاثة حراس، تم عبثوا بكاميرات المراقبة واستولوا على ذاكراتها، ليلجوا مستودع الشركة متظاهرين بكونهم من زبنائها، حيث شرع بعض العمال وسائق الرافعة ( كلارك ) في شحن البضاعة بالشاحنات المذكورة، دون أن يفطن سائقوها كما هو الشأن للعمال بأن المشرفين على العملية هم أفراد عصابة، تواطِؤوا مع الحراس من أجل إخراج السلع المذكورة. عملية تكبيل الحراس من طرف أفراد العصابة كما زعموا، لم تنطل حيلتها على رجال الدرك الملكي، خصوصا في غياب أدنى أثر للمقاومة على كافة أجسادهم، وكان هذا أول خيط قادهم لفك لغز السرقة، حيث تمكنوا من تحديد إحدى الشاحنات بعد رصدها بواسطة كاميرا تعود لنفس الشركة التي تبعد عن المستودع بعدة أمتار، وتمكنوا استنادا لمجموعة من مواصفاتها من معرفة مالكها الذي دلهم على سائقها، و الذي أرشدهم بدوره لسائقي الشاحنة الثانية والثالثة، وكذلك المستودع الذي تم فيه إفراغ السلع والكائن بمنطقة ليساسفا بالبيضاء، والشخص الذي قام بكراء شاحناتهم بمقابل مادي من أجل نقل الحمولة دون أن يكونوا على علم بأنهم يشاركون في عملية السرقة، كما تمكن رجال الدرك الملكي من حجز تقريبا كافة السلع المذكورة وإعادتها للشركة يوم أول أمس الإثنين بتعليمات من النيابة العامة. أحمد بوعطير