تمكنت عناصر الشرطة القضائية بأمن مديونة، خلال إحدى جولاتها الليلية ، من ضبط شاحنة من نوع «فولفو» كانت محملة بكمية مهمة من المتلاشيات، وذلك على مستوى دوار أولاد سيدي مسعود، حوالي الساعة 04 و 30 دقيقة، وكان على متن الشاحنة أربعة أشخاص، ثلاثة منهم كانوا يركبون بمقطورة الشاحنة تمكنوا من الفرار بمجرد رؤيتهم لسيارة الشرطة عبر باب الشاحنة تاركين محركها مشغلا وهي تسير بدون سائق، بينما تم توقيف الشخص الرابع ، ويبلغ من العمر 28 سنة، وحجز الشاحنة التي توقفت عن السير بمفردها، دون أن تتسبب في أية خسائر ، كما تم حجز كمية المتلاشيات، وقطر الشاحنة التي أفاد في شأنها أنها في ملكية أخيه. ومن خلال البحث الأولي مع الموقوف، أفاد بأن المتلاشيات مصدرها عملية سرقة اقترفت من داخل إحدى الشركات الخاصة بصناعة الحديد بدوار أولاد حادة، وبأن الأشخاص الثلاثة الذين كانوا برفقته هم بعض شركائه، كما أن السرقة تمت بمساعدة الحراس الخاصين المكلفين بحراسة نفس الشركة. واستمرارا في البحث تم الانتقال رفقة الموقوف إلى مقر الشركة موضوع السرقة، فدل العناصر على مكان وقوع السرقة، حيث أجريت معاينة وبدلالة منه تم إيقاف الحارسين اللذين كانا يشتغلان ساعتها، الأول عمره 53 سنة والثاني 65 سنة، كما تم الاستماع إلى احد المسؤولين عن الشركة، الذي تم عرض المتلاشيات المسروقة عليه وبمجرد مشاهدتها تعرف عليها وأكد أنها سرقت من داخل مقر الشركة التي يعمل بها، محددا قيمة المسروقات في مبلغ 100.000 درهم، مضيفا بأن الشركة تتعرض للسرقة باستمرار. وعادت العناصر الأمنية مساء اليوم الموالي خلال الفترة الليلية ، والتي تتزامن مع وجود الحراس الخاصين الذين ساهموا في تنفيذ العملية وسمحوا للشاحنة بالدخول والخروج ومشاركتهم في عملية السرقة والشحن، حيث تأتى إيقافهم جميعا وعددهم أربعة، كما تم حجز مبلغ 800 درهم من أحدهم، وهو المبلغ الذي تسلمه مقابل عدم تبليغه عن السرقة، حيث سيقوا جميعا إلى مقر المصلحة وهناك تعرف عليهم الموقوف الأول. وقد تم استدعاء صاحب الشاحنة، الذي صرح بأن الشاحنة المحجوزة في ملكه وقد سلمها لأخيه الموقوف أولا كي يستعملها في نقل المتلاشيات رفقة شخص آخر كان يتولى السياقة مؤكدا عدم علمه بخصوص القضية موضوع البحث. وفي السياق ذاته، اعترف الموقوف الأول بمساهمته في عملية السرقة من داخل الشركة المذكورة وبمشاركة الأشخاص الثلاثة الذين لاذوا بالفرار ، إضافة إلى مشاركة الحراس الأربعة، وقد أقر بأن أحد الأشخاص الفارين هو المدبر الرئيسي للسرقة ، وهو من اتفق مع الحراس الخاصين وخطط لتنفيذ العملية، مضيفا بأنهم سبق وان قاموا بعملية سرقة مماثلة أسبوعا قبل هذه السرقة، وبأن العملية تمت ليلا بعدما مكنهم الحراس الخاصون الأربعة من الدخول عبر الباب الرئيسي وأرشدوهم إلى مكان تواجد المتلاشيات، وساعدوهم على شحنها على متن نفس الشاحنة، وسهلوا لهم عملية الخروج مقابل مبالغ مالية، وكان نصيبه في العملية الأولى 1800 درهم، وقد كانت كمية المسروقات حوالي 05 اطنان من المتلاشيات. وبعد الاستماع إلى الحراس الأربعة اعترفوا بأنهم بالفعل ساهموا في عملية السرقة وأنهم هم من سمحوا للشاحنة بالدخول ليلا وساعدوا في عملية شحنها بالمتلاشيات وتسهيل خروجها ، وذلك أمام أنظاره ومساهمة الحارسين الآخرين، كما صرحوا بأنهم ساهموا في سرقة سابقة أسبوعا قبل هذه العملية، وقد حصل الحراس الخاصون على مبلغ مالي قدره 600 درهم مقابل عدم الإبلاغ . وقد تم وضع الشاحنة بالمستودع البلدي بتيط مليل، بينما واصلت المصالح الأمنية أبحاثها لتحديد هويات باقي المتورطين في هذه القضية وعددهم خمسة، في حين تم تقديم جميع الموقوفين بتاريخ 20/02/2013 من أجل تكوين عصابة إجرامية وتعدد السرقات الموصوفة.