قال مخرج "فيلم كثير كبير" اللبناني مير جان بوشعيا إن هذا العمل الذي عرض الثلاثاء في إطار المسابقة الرسمية للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، يعكس قوة توظيف الصورة في المشهد اللبناني الداخلي. وأوضح بوشعيا أن قوة الصورة وتوظيفها بشكل ماكر في صلب موضوع الفيلم الذي حظي بترحيب حار من قبل جمهور قصر المؤتمرات الذي يحتضن عروض المسابقة. إنها فكرة تتبلور حين يقرر زياد، الشاب الذي يتجار في المخدرات، إنتاج فيلم مزيف للحصول على ترخيص يمكنه من تصدير أسطوانات أفلام يخبئ فيها المخدرات المهربة، دون الخضوع لتفتيش في المطار، فتصبح السينما داخل الفيلم منظارا للإطلالة على الواقع السياسي والاجتماعي اللبناني بسخرية لاذعة. وهكذا يتطور مجرى السرد في الفيلم، حسب المخرج، مع "الاكتشاف الشخصي للسينما" و"ما ستغيره السينما في حياة الشخصيات حينما تصبح جزءا من حياتهم". يتعلق الأمر بإظهار الى أي حد يمكنهم الذهاب بعيدا حين يكتشفون قوة السينما. وأعرب مير جان بوشعيا الذي يقدم فيلمه الطويل الأول عن سعادته بالمشاركة في مهرجان مراكش ذي الصيت العالمي، والتي اعتبرها مكسبا في حد ذاتها، بغض النظر عن تتويجه من عدمه. وقال "نحن سعداء بالتواجد في مراكش والمشاركة في المسابقة أمام لجنة تحكيم من هذا المستوى برئاسة المخرج فرنسيس فورد كوبولا". ويعد فيلم "كثير كبير" لمير جان بوشعيا وهو إنتاج مشترك بين لبنان وقطر، نقطة تحول مهمة في السينما اللبنانية من حيث معالجة قضايا اجتماعية وسياسية بأسلوب سينمائي متميز. هذا العمل الفني بدأ كمشروع تخرج جامعي للمخرج مير جان بوشعيا، وتحول لاحقا إلى هذا الفيلم الروائي الطويل الذي عرض في أهم المهرجانات العربية والدولية. وقام بتشخيص الأدوار في هذا الفيلم كل من آلان سعادة وفؤاد يامين وطارق يعقوب وألكسندر قهوجي ووسام فارس وجورج حايك وفادي أبي سمرة وتميز بمشاركة الإعلامي مارسيل غانم لأول مرة في فيلم سينمائي. يذكر أن مير جان بوشعيا من مواليد سنة 1989 ببيروت. تخرج من الأكاديمية اللبنانية للفنون الجميلة سنة 2012. بدأ حياته المهنية سنة 2008 بأول فيديو خصصه لضحايا الجيش اللبناني. كتب وأخرج وقام بمونتاج ثمانية أفلام قصيرة.