في خامس أيام المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، عرض فيلم "كثير كبير" للمخرج اللبناني مير جان بوشعيا، والذي ينافس إلى جانب 14 فيلما ضمن المسابقة الرسمية للمهرجان، في دورته الخامسة عشرة. المنتوج الفيلمي، الذي عرف عرضه حضورا جماهيريا ضعيفا رغم مشاركته في المسابقة، يحكي قصة شاب لبناني مسيحي بدأ حياة تجارة المخدرات، ليقرر بعد أحداث دراماتيكية أن يتقدم للانتخابات. يبدأ "كثير كبير" بقرار الأخ الأكبر زياد، الذي يمثل الدور المحوري في الفيلم، التوقف عن تجارة المخدرات بعد أن سجن أخوه الأصغر جاد، بسبب جريمة قتل ارتكبها هو. لكن بارون المخدرات "أبو علي" رفض هذا التوقف، ليقرر زياد الانقلاب عليه، والسطو على شحنة مخدرات كانت موجهة من لبنان إلى سوريا، والمتاجرة فيها لوحده. وقرر زياد العمل إلى جانب أخيه الأصغر جهاد على تصريف شحنة المخدرات إلى الخارج، وتحديدا إلى المدينةالعراقية أربيل، واعتبرا هذه الصفقة بمثابة "صفقة العمر"، التي ستنقلهم من الفقر الذي يعيشان فيه إلى جانب الأخ الثالث جو، الذي يدير فرنا للبيتزا في أحد الأحياء الشعبية. اختار زياد علب "نيغاتيف" الأفلام السينمائية، التي لا يمكن فتحها في المطارات، كحل لتصريف المخدرات إلى أربيل العراقية، متقمصا دور منتج سينمائي يصور فيلما بين لبنانوالعراق، فباع البيت الذي تركه الأب من أجل توفير المال الكافي لإنتاج الفيلم، بعد أن اعتمد على صديقه المخرج "شربل". قصة الفيلم-الخدعة لا تخلو من دلالات، إذ تقرر في البداية أن تروي قصة مسلم ومسيحية يقعان في الحب، لكن وبعد رفض جاد أن يمثل دور المسلم ستمثل البطلة دور المسلمة، في رصد لجدلية الأديان في المجتمع اللبناني، الذي يعيش على إيقاع الاختلاف الديني والطائفي. أثناء تصوير الفيلم، تقع العديد من الأحداث التي ستجعله يخرج إلى الرأي العام، ويعرف اهتماما كبيرا من وسائل الإعلام اللبنانية، خاصة لتناوله قضية حساسة، وهي الحب بين مسلمة ومسيحي، في وقت يعيش المجتمع على وقع التطاحن، فقرر زياد الذي لا يفهم في السينما وإنتاج الأفلام إطلاق النار أثناء التصوير، وهو ما حظي باهتمام كبير من اللبنانيين، وبعد ذلك فجر قنبلة بالقرب من مكان التصوير، ليخرج لوسائل الإعلام على أنه يمثل جيل المنتجين السينمائيين الذين يتناولون القضايا الحساسة في المجتمع، بدون قيود أو خطوط حمراء. وبعد الهالة التي أثيرت حول الفيلم، توجه البطل إلى العراق من أجل تصريف الشحنة، وبعد مرور أسابيع على ذلك، ونتيجة للشهرة التي حظي بها، سيقرر زياد الانتقال من عالم تجارة المخدرات إلى عالم السياسة، عبر الترشح في الانتخابات، خاصة بعد أن رصد فيلمه "الزائف" قضية التعايش بين المسيحيين والمسلمين.