منذ حلول شركة "كامباك" التركية لتدبير قطاع النظافة ببرشيد خلفا لشركة "تكميد" الإسبانية ازدادت الحالة تدهورا و تفاقمت، و أصبحت المدينة عبارة عن مطرح للنفايات ما خلف استياء و تدمرا لدى المواطنين، و دفع ب 30 مسؤولا تركيا إلى زيارة مدينة برشيد يوم السبت الماضي. لا حديث بين المواطنين بعاصمة اولاد احريز إلا عن الحالة المزرية التي أصبحت عليها مدينة برشيد بعد فشل الشركة التركية في تدبير قطاع النظافة، حيث تقاطرت الشكايات من جميع الأحياء على المسؤولين بالشركة الذين أصبحوا يفضلون عدم الاستماع إلى المواطنين أو الرد على الهواتف، فلا يخلو حي بالمدينة من كتل من النفايات، و لا توجد الحاويات بالقدر الذي تتطلبه المدينة، حيث تراجعت الشركة عن نوع من الحاويات كانت قد قدمته خلال عرضها للفوز بالصفقة السنة الماضية التي نافستها فيها 6 شركات، و أقدمت على جلب حاويات من نموذج الشركة السابقة، لتبقى أول تجربة للشركة التركية ببرشيد هي الأولى من نوعها بالمغرب، وما يظهر عدم قدرتها على الالتزام بالقوانين أن شاحنات من النوعين الكبير والمتوسط تابعة لها تجوب شوارع مدينة برشيد يوميا منذ حوالي سنة لجمع النفايات بدون لوحات ترقيم، ودون أن يتدخل الأمن بالمدينة لاتخاذ الإجراءات اللازمة و تطبيق القانون الجاري به العمل في حقها، ما أثار استغراب المواطنين بالمدينة، وطرح عدة تساؤلات حول الجهة أو الجهات التي تتستر الشركة وراءها، و خصوصا أن فوزها بالصفقة خلف عدة ردود أفعال من طرف المجتمع المدني و الفعاليات السياسية، بسبب انتمائها لحزب العدالة و التنمية التركي و موالاتها لطائفة "النورسيين". و قد عمد العديد من أصحاب المحلات التجارية بمدينة برشيد إلى اقتناء مستلزمات النظافة ليكنسوا النفايات بأنفسهم يوميا دون الاعتماد على الشركة التي أصبحت مغلوبة على أمرها، كما أن بائعي الخضر أصبحوا مرغمين على جمع النفايات في عربات مجرورة بالدواب للتخلص منها.. كل ما سبق ذكره دفع بثلاثين مسؤولا تركيا عن الشركة إلى الحلول يوم السبت الماضي ببرشيد و عقد لقاء مع مسؤولي المجلس البلدي للمدينة بقاعة المدرسة العليا للتكنولوجيا بحضور باشا المدينة وأعضاء بلدية "تشيكموكي إسطنبول" التركية، والعديد من رؤساء المصالح والإدارات، ولتلميع صورة الشركة تم توقيع اتفاقية تضم توأمة بين الجماعتين تهدف إلى نقل التجارب والاستفادة من الخبرات وتمويل بعض البرامج الإنمائية في مجال الثقافة والبنية التحتية والدراسات، واختتم اللقاء بتسليم بعض الهدايا التذكارية بين الطرفين، فيما صرح البعض من الحاضرين بأن الاتفاقية ليست سوى در للرماد في العيون و تستر على فشل الشركة في تدبير قطاع النظافة بالمدينة. نورالدين عبقاوي