كانت الأجواء عادية، بعدما لم تغلق المقاهي والمحلات التجارية أبوابها وسط مدينة طنجة، كما لم تطفئ البيوت أضواءها، حين ظلت الاستجابة محدودة، مساء أمس السبت، لنداء الجولة الرابعة لمسيرات الشموع. ولم تشهد ساحة الأمم حضورا مكثفا، كالعادة، للمحتجين ضد شركة أمانديس، بعدما تجمهر عدد قليل من المتظاهرين، مقارنة مع الوقفات السابقة، وظلوا يرددون شعارات تطالب برحيل أمانديس، قبل أن يتفرقوا دون أي تدخل أمني، في الوقت الذي انتشرت فيه القوات العمومية بعدد من المناطق خاصة ببني مكادة من أجل منع توافد بعض المجموعات، التي قررت الخروج في مسيرات احتجاجية اتجاه ساحة الأمم. وجاء تراجع أعداد المشاركين في حملة إطفاء الأضواء لهذا الأسبوع، بعد انطلاق حملة مضادة تدعو لإطفاء الشموع، من أجل إتاحة الفرصة لتفعيل القرارات، التي تم الشروع في تطبيقها في إطار معالجة شكاوي السكان حول غلاء أسعار فواتير الماء والكهرباء، عقب إلزام شركة أمانديس بتنفيذ مجموعة من الإجراءات لتفادي تكرار مثل هذه الأحداث، حيث شرعت في مراجعة فواتير الأشهر الأخيرة. وفي سباق مع الزمن لوقف تصاعد موجة الاحتجاجات بالمدينة، بذل محمد اليعقوبي والي جهة طنجةتطوانالحسيمة، مجهودات كبيرة، طيلة الأسبوع المنصرم، من أجل إقناع المحتجين بأهمية الحلول التي توصلت إليها لجنة الداخلية، وقام بزيارة لحي بئر الشفا يوم الجمعة الأخير، حيث تواصل مباشرة مع سكان هذا الحي الذي انطلقت منه الشرارة الأولى للاحتجاجات، كما ظل يراقب بعين المكان تحركات المتظاهرين الذين التحقوا بساحة الأمم، إلى غاية انسحابهم. وكان رئيس الحكومة ووزير الداخلية، قد حلا بطنجة بداية الأسبوع المنصرم، بتعليمات ملكية، من أجل معالجة المشاكل المطروحة حول أزمة أمانديس بالمدينة، بعدما خرج الآلاف من السكان للاحتجاج ضد غلاء الفواتير، قبل أن يتم الاستجابة لشكايات المتضررين، ودعوة المنتخبين وفعاليات المجتمع المدني إلى التعبئة من أجل إنهاء الاحتجاجات بعد إعلان الحكومة تحملها مسؤولية تنزيل كافة التدابير المتفق عليها. وسبق أن حذر رئيس الحكومة ووزير الداخلية، ساكنة المدينة من استمرار هذه الاحتجاجات واستغلالها من قبل بعض الجهات التي تسعى "لإثارة الفوضى"، بعدما تواصلت دعوات المطالبة بطرد أمانديس، بالرغم من إعلان الجماعة الحضرية عدم قدرتها على تحمل تكاليف فسخ العقد مع الشركة. واعتبر العديد من سكان المدينة، اهتمام جلالة الملك وحرصه على تكليف رئيس الحكومة ووزير الداخلية بمعالجة هذا المشكل، ساهم في إعادة الثقة للمحتجين، بعدما استجاب العديد منهم لنداء وقف الاحتجاجات، لمنح الفرصة للجهات المسؤولة لتفعيل الحلول المقترحة، في الوقت الذي يتشبث فيه البعض بمواصلة الضغط من أجل تحقيق مطلب رحيل أمانديس. وفي أول رد فعل المجلس الجماعي، شكر محمد أمحجور النائب الأول لعمدة طنجة، سكان المدينة، وقال لهم عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي، "إن رسائلكم وصلت حين إشعال الشموع.. ووصلت أيضا حين إطفائها، كما وصلت بالتظاهر ووصلت اليوم أيضا بوقف التظاهر.. وإن شاء الله لن نخون العهد". محمد كويمن