لأول مرة منذ إحداثهما على التوالي، في 2004 و 2007 ، أصدرت إدارتي تويتر وفايسبوك نشرة إنذارية، تم تداولها على نطاق واسع خلال اليومين الماضيين، تكشف فيهما عن حجم التسلل الذي يعرفه الموقعين من طرف عناصر تابعة للدولة الإسلامية في العراق والشام، أم داعمة لها، ضمن ملايين الأشخاص المرتبطين بالموقعين الاجتماعيين الأكثر انتشارا على الأرض. الخطير في النشرتين معا، هو أن الحجم الكبير للصفحات المعدة لاستقطاب المقاتلين والمتعاطفين مع داعش، في القارات الخمس وفي كل الدول تقريبا، بما فيها الدول الكبرى، المشتركة في الحرب على الارهاب عموما، والحرب على داعش خلال السنتين الأخيرتين. وأكدت إدارة موقع تويتر بأنها أحصت خلال السنتين الأخيرتين فقط إحداث ما يزيد عن 45 ألف موقع موجهة كلية للتباهي وتمجيد البروباغاندا الخاصة بالدولة الإسلامية في العراق والشام، مع وضع ممنهج من طرف روادها، لصور وفيديوهات تظهر العمليات الإرهابية أو العسكرية للتنظيم سواء في العراق أو سوريا، أو باقي الدول التي تشهد نشاطا إرهابيا متطرفا أو شكل من أشكال الجهاد، مع تعليقات أو دعوة لتعليقات، تمجد هذه العمليات. واعتبرت إدارة تويتر هذا الأمر مخالفا لقوانينها، لكنها اعترفت في الآن ذاته بأنها لا تملك الكثير من المناورة إزاء هذه الصفحات، نظرا لمبدأ الحرية الفردية الذي يدخل ضمن أجندتها القانونية الخاصة، وثانيا لصعوبة تتبع أو التحكم في طبيعة الصفحات المستحدثة. وكشف إدارة تويتر إلى أن نسبة مهمة من هذه المواقع تستحدث في دول الشرق الأوسط والعالمين العربي والإسلامي ، وأيضا من الدول الأوربية كفرنسا واسبانيا وانجلترا . وعلى نفس المنوال التحذيري نسجت إدارة موقع فايسبوك الأكثر انتشارا في العالم. حيث جاء في بيانها بهذا الخصوص بأن الفايسبوك شهد فورة غير مسبوقة خلال سنتي 2014 و 2015 في إنشاء الصفحات الموالية لداعش، أو المتعاطفة معه، مؤكدة على أن الصفحات الداعشية على الكوكب الأزرق ( التسمية الجديدة للفايسبوك) تجاوزت ال 175 ألفا خلال نفس الفترة، فيها الكثير من الصفحات التي تدعو لنصرة داعش بشكل مباشرة، وتعرض لعمليات عناصره في شتى بقاع العالم. على غرار صفحات التويتر المذكورة آنفا. غير أن الجديد الذي حذرت منه إدارة فايسبوك، يتعلق بالصفحات التي تساند داعش أو تستقطب مقاتليه بطريقة غير مباشرة، عبر التخفي في مجالات اهتمامات بعيدة جدا عن الفكر الجهادي، ولا تبدو للوهلة الأولى خطيرة خصوصا على المراهقين والشباب، كالصفحات التي تدعي النشاط في المجالات الثقافية أو الفنية، أو تلك التي تدعو للزواج بين الشباب العربي والمسلم أو الدردشة وفق ضوابط الدين والتعارف على مبادئه، أو أخرى تتخصص في الطبخ أو تزيين العرائس. وعلى غرار تويتر، كشفت إدارة فايسبوك على أن الجزء الأكبر من هذه الصفحات يأتي من الدول العربية أو الإسلامية عموما، مع انتشارها في دول إفريقيا واوروبا وأمريكا وآسيا.