ظهر المنتخب الهولندي وصيف بطل العالم عام ,2010 في حالة يرثى لها في تصفيات كأس اوروبا 2016 وفشل في انتزاع بطاقته الى النهائيات للمرة الاولى منذ 27 عاما وذلك بعد 15 شهرا على حلوله ثالثا في مونديال البرازيل, ويبدو انه بحاجة الى فترة طويلة للعمل على بناء منتخب قوي. فغداة ما اعتبرته الصحافة المحلية "أكبر نتيجة مخيبة في تاريخ كرة القدم الهولندية", بدا انصار المنتخب "البرتقالي" مصدومين وقلقين جدا على العمل الذي ينتظر الاتحاد المحلي لاعادة تشكيل منتخب قوي قادر على المنافسة قاريا وعالميا. التراجع المخيف في مستوى المنتخب الهولندي دفع الصحف المحلية الى الاعتقاد انه من الصعب جدا بلوغه نهائيات كأس العالم المقررة في روسيا عام 2018 بالنظر الى ان القرعة اوقعته في مجموعة عالية المستوى تضم على الخصوص فرنسا والسويد وبلغاريا. وكتبت صحيفة "الغيمين داغبلاد": "من أجل المشاركة في بطولة كبرى, يتعين علينا الانتظار دون شك عام 2020″. وقد يكون سبب ذلك على الارجح ان اعادة بناء هذا المنتخب الجريح يمكن ان تستغرق وقتا طويلا. هل يتم تسليم المهمة الى المدرب الحالي داني بليند المرتبط مع الاتحاد بعقد حتى عام 2018 ? حصيلة سلفه غوس هيدينك الذي اقيل الصيف الماضي بعد البداية الكارثية في التصفيات القارية, مخيبة: ثلاث هزائم وفوز واحد فقط على حساب كازاخستان المتواضعة. وعلى الرغم من ذلك, اعلن بليند امس الثلاثاء ان ينوي البقاء في منصبه. وقال "لن أترك المنتخب بمحض ارادتي". وبعدها أكد له مدير الاتحاد الهولندي بيرت فان اوستفين دعمه. ولكن الأخير يمكن أن يقال من منصبه وقد يتبعه بليند. واضاف بليند: "لم أحقق هدفي. ولكن هل أنا مخطىء? يجب أن نقوم بتحليل ما حصل". بالنسبة الى بليند او اي شخص اخر, فان المهمة تبدو شاقة. الجيل الذهبي ل(ويسلي) شنايدر و(اريين) روبن و(روبن) فان بيرسي واخرون بات متقدما في السن. هؤلاء الأولاد, الذين وصلوا إلى المباراة النهائية لكأس العالم 2010 والمركز الثالث في كأس العالم عام ,2014 بلغوا كله الثلاثينات من العمر. وفي عام ,2018 سيبلغ شنايدر 34 عاما وروبن أيضا وفان بيرسي 35 عاما, مثل كلاس يان هونتيلار… وقال فان بيرسي امس الثلاثاء انه "متعلق جدا بالمنتخب الوطني", مؤكدا "انه لا يزال تحت تصرفه" في المباريات المقبلة, فيما طرح هونتيلار "تساؤلات جدية". اما شنايدر الذي انهمر بالبكاء مساء الثلاثاء, فلم يكن يرغب ابدا في التطرق الى مستقبله لكنه اعترف "برغبته في الاستمرار شرط ان يكون في حالة بدنية جيدة". المشكلة هي أن الجيل القادم شبه معدوم … خصوصا في خط الهجوم, حيث لا يوجد اي لاعب متألق بين الشباب الصاعدين باستثناء ممفيس ديباي. ولكن جناح مانشستر يونايتد الانكليزي ليس هدافا. وهذا ينطبق ايضا على المهاجم الشاب لاياكس امستردام المغربي الاصل انور الغازي (20 عاما) والذي يعتبر بين اللاعبين الواعدين. خط الهجوم ليس هو المشكلة الوحيدة. فالتصفيات القارية شهدت معاناة دفاعية لمنتخب "غير منظم" بحسب الاسطورة يوهان كرويف. وتراكمت الاخطاء الدفاعية الفردية مع مرور المباريات إلى حد السخرية. غريغوري فان در فيل, ويلفريد بروما, برونو مارتينز إيندي, ستيفان دي فريي, كيني تيتي, خايرو رييدفالد: لا أحد نجح في الاقناع في خط دفاع باربعة لاعبين عانى في بعض الأحيان من السرعة والصرامة والبنية الجسدية. وكان مدافع ساوثمبتون الانكليزي فيرجيل فان ديك (24 عاما) الاستثناء الوحيد, حيث كشف عن مواهب واعدة, ولكنها قليلة جدا بالمقارنة مع ما ينتظر المنتخب "البرتقالي" في الأشهر المقبلة.