للوهلة الأولى يبدو مطعم ومقهى "بونيور دي سيل" الكائن في منطقة برج حمود بالعاصمة اللبنانيةبيروت مثل أي مطعم عادي. لكن القائمة المعلقة أمامه تظهر شيئا غير عادي..فالسعر المكتوب أمام كل صنف طعام يقدمه المطعم لرواده هو شكرا. وفي أسفل القائمة مرسوم وجه باسم مكتوب تحته: الله محبة تذكروا الابتسامة. افتتح المطعم في الآونة الأخيرة لتقديم وجبات للمحتاجين لاسيما المشردين الذين لا يجدون قوت يومهم. ويتحول مطعم "بونيور دي سيل" (سعادة السماء) تدريجيا إلى جزء لا يتجزأ من المجتمع المحلي يعج بالرواد والمتطوعين العاملين به. وصاحب فكرة المشروع لبناني يدعى مجدي علاوي. وقال ابنه ماتيو علاوي "الفكرة بلشت (بدأت) مع بيي (أبي)عنده جمعية. ومن زمان بيحب يساعد الفقير وبها الوضع بلبنان وخصوصي مع هلا وجود اللاجئين عندنا بلبنان وغلاء المعيشة صار فيه كتير أشخاص عم تطلب منا المساعدة. إنه من فضلكم (بالانجليزية) بدنا مطرح نأكل على القليلة ما عندنا أكل. وقدر يجيب هدا المطعم..وفتحنا المطعم. ومن أول ما فتحنا طلب مني نكون عم نشتغل هون. ومن أول نهار كنا عم نشتغل هون. تشكل فريق عمل كبير من المتطوعين." ويأمل ماتيو علاوي أن يتمكن هو والمتطوعون معه من إطعام مئات الجوعى الآخرين. وأضاف لتلفزيون رويترز "عملنا أول خطوة وعم ناخد غير محلات (محلات أخرى) لنفتح بغير مناطق (مناطق أخرى). باتمنى إنه تكون مسهلة قدامنا الطريق ونقدر نوصل على لبنان كله ونأمن (نوفر) أكل لكل شخص عم بينام بلا أكل لأنه الأكل حق لكل شخص. أبسط الأمور لازم نأخذها مثل ما لازم يتنفس لازم يأكل الانسان. فباتمنى إنه نقدر نوصل لمطرح نأمن أكل للكل." ومن بين المتطوعين بالعمل في المطعم في وقت فراغها لبنانية أم لطفلين تدعى ندى رعد. وقالت ندى رعد لتلفزيون رويترز "هيدا الشئ بيولد لي كتير فرح. ما بالاقيه (لا أجده) لا بسهرة ولا بعشاء ولا بمقهى (بالانجليزية) ولا بسفرة بولا شئ بيبين معي يعني الأجواء. الفرح ياللي بيبين بس تفل (تخرج) من هون كتير حلو." ويعتبر المطعم مكانا يجد فيه كثير من المحتاجين مكانا للراحة وليس الطعام فقط. من هؤلاء لبناني يدعى خالد جميل التكريتي وهو من مدينة طرابلس وانتقل الى بيروت عقب فشله في العثور على عمل في مدينته. وقال خالد جميل لتلفزيون رويترز "جيت على بيروت ضاق معي الحال كنت أنام بالطرقات شافنا أبونا مجدي فاخذنا. هو عمل بيت ياللي ما عنده بيوت وقعدت (أقمت) عنده بالبيت. عرفت علي..وضليت (بقيت) ولساني (ما زلت) لهلا (حتى الآن) فجيت على المطعم أنا من شان (لكي) آكل." كما يتردد على المطعم لتناول الطعام أحيانا أناس لديهم منازل لكن يعجزون عن توفير الاحتياجات الضرورية لأسرهم في بعض الأحيان مثل رضوان الذي قال لتلفزيون رويترز "شغل ما فيه عندنا بالبلد. عم باشتغل بالموز. عندي عربية موز وعم أبيع ع العالم. كل الأيام بتمرق علي صيفية ما في شغل باروح بألم (أجمع) تنك (صفائح) وحديد لحتى أعيش عيلتي (عائلتي) وحياة عذاب. متل ما شايفين انتوا وضع لبنان بالمرة ما فيه. الغني عايش والفقير رايحة عليه. شو بدي أقول لك يعني." ويقدم المطعم الطعام يوميا من الساعة 11 صباحا حتى الساعة الخامسة مساء. وكان عدد المترددين عليه عند افتتاحه قبل أربعة أشهر نحو 40 شخصا يوميا زادوا حاليا الى نحو 210 أشخاص يوميا. ويõمول المطعم من التبرعات التي يقدمها المواطنون ويدار في وقت يواجه فيه لبنان أزمة سياسية وتدفقا للاجئين الفارين من الحرب المستعرة في سوريا المجاورة. خدمة الشرق الأوسط التلفزيونية