بعيون دامعة اختاروا التعبير عما اعتبروه «تلاعبات وخروقات» طالت توزيع البقع التي قالوا إنها «غير صالحة للسكن». فوصفوا عملية تنقيلهم بأنها «نقلة من البراكة إلى الحفرة». إنهم فئة من دوار «التوينشات» ودوار «بنت الجزار»، التابعين للمقاطعة الحضرية الحي الحسني بالدارالبيضاء، اعتبرت نفسها متضررة من عملية التنقيل إلى منطقة الرحمة الخاضعة لنفوذ بلدية دار بوعزة، في إطار عملية القضاء على السكن غير اللائق التي دشن من أجلها جلالة الملك محمد السادس مشروع «مدينة الرحمة»، التي ضمت عشرات من الدواوير التي تم هدم براريكها، ليستفيد قاطنوها من بقع أرضية، شيدت فوقها عمارات سكنية من دور أرضي وثلاثة طوابق، في إطار شراكة بين كل اثنين من المستفيدين، يمكن تضم إليها شخصا يمول عملية البناء يوصف ب «مول الشكارة». إلا أن العملية الأخيرة لتنقيل سكان الحيين الصفيحيين الأخيرين اللذين كانا خاضعين لجماعة دار بوعزة سابقا، يظهر أنها لا تتم بنفس «السلاسة» التي جرت بها سابقاتها. احتجاج الفئات المتضررة من دواري “التوينشات” و”بنت الجزار”، تركزت على البقع الأرضية التي قالوا إنها غير صالحة للسكن، لوقوعها في حفر، يقولون إنها كانت عبارة عن «مستنقعات ومجار للصرف الصحي». وهو ما يعتبرونه «إجحافا في حقهم»، بعد أن منح المستفيدون الأوائل بقعا تقع على أراض ذات متانة ترابية، لا تعيق عملية البناء وحفر الأساسات. ويرى المحتجون، الذين وَفَد العشرات منهم على مقر عمالة مقاطعة الحي الحسني، محاولين تجاوز الحواجز لدخولها، للتعبير عن «استنكارهم لما تعرضوا له»، رافعين شعارات رافضة للبقع التي تم منحها لهم بعد إجراء القرعة، والشروع في هدم البراريك. لكنهم يرفضون أن يعوضوا «البراكة» بالسكن في بناية تشيد على حفرة. لذلك خرجوا في مسيرة أوصلتهم إلى العمالة لتبليغ أوصواتهم الرافضة للبقع، مطالبين باستبدالها، لأن الكثير من المستثمرين الذين يمكنهم المساهمة في عملية بناء المساكن في إطار شراكات، يرفضون خوض مغامرة الدخول في شراكة منازل قد لا تكون مجدية. لكن مصدر مطلعا صرح للجريدة أن «ممثلا للسلطة المحلية بالمنطقة كان قد عقد اجتماعا مع المحتجين، ممن يصفون أنفسهم بالمتضررين، مخبرا إياهم برغبة بعض المستفيدين الآخرين باستبدال البقع التي تقع في الحفر ببقعهم التي لا تقع بالضرورة في الحفر، لرغبتهم في الاستفادة من الطابق تحت أرضي لهذه البقع التي ستعمل المصالح المختصة على الترخيص بتشييده لتجاوز هذا المشكل». إلا أن مصدرنا أردف أن هذا «العرض قوبل بالرفض من طرف المحتجين» الذين طالبوا بتنقيلهم إلى مناطق أخرى من مشروع مدينة الرحمة، بعيدا عن هذا الجزء الذي توجد به الحفر. وبين اقتراحات السلطة المحلية واحتجاجات المستفيدين تظل الأوضاع تنذر بمزيد من الوقفات التي يعتزم من يصفون أنفسهم ب «المتضررين» خوضها.