أحالت المصلحة الولائية للشرطة القضائية بوجدة، أمس الجمعة، المواطن الجزائري «أحمد»، الذي أطلق عيارات نارية من مسدس ناري يوم الثلاثاء الماضي بمقر القنصلية العامة الجزائرية بوجدة، على المحكمة العسكرية بالرباط من أجل تهمة «حيازة سلاح ناري والتهديد به واقتحام قنصلية أجنبية..»، كما أحيلت في الملف ذاته، مواطنة مغربية يزيد عمرها عن 70 سنة، كانت قد استضافت الجزائري المتهم بمنزلها، وذلك من أجل تهمة «إيواء أجنبي في وضعية غير قانونية». و يأتي إيقاف المواطنة المغربية، بعد أن كانت المصالح الأمنية قد أجرت ليلة يوم الثلاثاء المنصرم إلى عملية تفتيش دقيقة لمنزلها الكائن بالحي المحمدي بوجدة استعملت فيه الكلاب المدربة الخاصة باكتشاف الأسلحة والمتفجرات، خوفا من وجود أسلحة بالمنزل المذكور، بعد أن أقر المواطن الجزائري الموقوف خلال مراحل البحث الأولي معه بأنه قد قضى أزيد من خمسة أيام بمنزل المتهمة بحكم علاقته مع احد أحفادها. وفي الوقت الذي نفت فيه المتهمة أي علاقة أو معرفة لها بالمواطن الجزائري الموقوف وبمخططه لاقتحام القنصلية الجزائرية بوجدة، عملت الضابطة القضائية على إنجاز مذكرة بحث وطنية في حق حفيد العجوز المغربية الذي يوجد في حالة فرار والذي كانت تربطه علاقة صداقة وطيدة مع المتهم الجزائري. وبينما أحالت الضابطة القضائية مسطرة المواطن الجزائري على العدالة، فإن السلطات المغربية، مازالت تتبع خيوط وملابسات القضية مع السلطات الجزائرية عبر الشرطة الدولية «الأنتربول». ومن جهته، أكد المتهم الجزائري، الذي كان يقطن بولاية تلمسان الجزائرية القريبة من الحدود المغربية الجزائرية، خلال مراحل التحقيق معه من طرف المصلحة الولائية للشرطة القضائية بوجدة، أنه خلال يوم اقتحامه المسلح للقنصلية الجزائرية بوجدة، ولج في حدود الساعة الواحد زوالا إلى مقر التمثيلية الدبلوماسية لبلده بشكل عاد بعدما أشهر في وجه أحد الموظفين بالباب الرئيسي جواز سفره الجزائري، مشيرا إلى أنه خلال صعوده إلى الطابق الأول للقنصلية أشهر سلاحه الناري في وجه الموظفين طالبا من كل واحد منهم أن يلزم مكانه وإلا سيلجأ إلى استخدام سلاحه الناري، الذي كان يحمل أزيد من خمس خرطوشات، موضحا بأن الدافع من وراء إطلاقه لعيارات نارية من مسدسه كان بغرض إحساس موظفي القنصلية بأن المسدس الذي بحوزته حقيقي وأن قضيته جدية ينبغي التعامل معها بشكل حازم، ليطلب منهم العمل على إحضار الصحافة الدولية ووالي الأمن بالجهة ليتحدث إليهما عن قضيته. كما اعترف المتهم في محضر رسمي أنجز له، بأن الغرض من لجوئه إلى اقتحامه المسلح لقنصلية بلده، كان هدفه من ذلك هو إثارة انتباه الصحافة والمجتمع الدولي إلى قضيته التي يقول عنها بأنه «مظلوم» و«محكور» من النظام الجزائري، من خلال صراعات وخلافات له مع شخصيات نافذة بالسلطة الجزائرية التي قال عنها بأنها فبركت له ملفات قضائية قضى من أجلها أزيد من 18 سنة سجنا في السجون الجزائرية قاسى خلالها جميع أنواع التعذيب والإهانة. وجدة: عز الدين لمريني