تم، مساء أمس الأربعاء بمدينة طنجة، رفع ستار الدورة ال16 لمهرجان طانجاز الدولي، المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس تحت شعار "جازا القارات الخمس"، وبمشاركة أمهر الفنانين المتألقين في عالم الجاز. وسيعيش جمهور طنجة وزوارها، المغاربة والأجانب، إلى غاية يوم الأحد القادم، على إيقاع موسيقى الجاز، والتي ستنقلهم إلى عوالم تاريخ الموسيقى ومنابعها وجذورها الآتية من أعماق إفريقيا، والقيام بدورة حول العالم في خمسة أيام للاطلاع على عالم موسيقى الجاز وخباياها. وعرف حفل افتتاح المهرجان، الذي تشرف على تنظيمه مؤسسة لورين منذ سنة 1999، عرضا خاصا أحيته مجموعة ايطالو نيو يوركي وروبيرتو غاتو المعروف باسم (بيرفي نريو)، الذي قدم، وفي انسجام تام مع تقاليد فن الجاز، عرضا فريدا بتجريب أصوات جديدة أدخلت الجمهور إلى عالم الإلكترونيك والطاقة الصاخبة دون أن يخرجه عن نطاق جوهر موسيقى الجاز التي تحن لجذورها الملتصقة بالقارة الإفريقية. كما استمتع الجمهور، خلال العرض الافتتاحي، بإبداعات الثلاثي الإسباني سومرا، الذي تفنن بدوره في تقديم صورة متجددة لموسيقى الجاز بأسلوب بديع غير مسبوق يمزج بين الغناء والهزل والإبداع، أعطى صورة وافية عن تطور موسيقى الجاز بالجارة الإيبيرية. وعلى نفس المنوال من العطاء الموسيقي المتميز، أثرت مجموعة ماسييج أوبارا ودومينيك وانيا ومجموعة (مون أرا) عرض افتتاح دورة طانجاز الجديدة، وجعلت الجمهور الحاضر يطلع على عمق موسيقى الجاز التي جاءت للتغني بالحرية والمساواة عبر ميلوديا وترية وإيقاعية تجرك إلى معاناة من أخرجوا هذا النوع الموسيقي إلى الوجود للتعبير عن آلامهم وآمالهم وتطلعاتهم. وقال مؤسس ومدير المهرجان فيليب لورين، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن هذه الفعالية الموسيقية، التي تحتضنها مدينة البوغاز منذ أزيد من 15 سنة، تساهم في تقوية إشعاع مدينة طنجة لتتبوأ موقعا خاصا في الخريطة الثقافية العالمية، مشيرا إلى أن هذه الدورة هي دورة تكريمية لمحبي فن الجاز خاصة منهم المغاربة، الذين يعشقون هذا اللون الموسيقي ولهم شغف كبير به، ويسعون دائما إلى الاطلاع على جديده واكتشاف كنه إبداعاته في القارات الخمس، وهو ما تحققه دورة هذه السنة بمشاركة أكثر من 100 موسيقي. ويهدف هذا الحدث الثقافي المتميز، أيضا، إلى إطلاع عشاق موسيقى الجاز على تاريخ هذا الفن، من خلال رموزه وأغانيه الخالدة، وإتاحة الفرصة أمامهم لحضور عروض غنية بالألوان والأحاسيس. ويبقى جديد هذه الدورة هو انفتاحها على الآفاق الإفريقية، من خلال عروض الفنانة سامية طويل والسنغالي أبلاي سيسوكو والقبائلي ياسين مالك، فضلا عن تقديم فنانين أوروبيين، من قبيل الإيطالي روبيرتو غاتو والفرنسي جان بيير كولار نيفين والإيرلندي غرين دوفي والثلاثي الإسباني سومرا، عروضا متميزة. كما سيكون لعشاق هذا المهرجان، الذي تنظمه مؤسسة "لورين"، مواعيد مع فنانين أمريكيين من ضمنهم روبي لاندين ونيكي هيل ومينينو غاراي وإيفان ميلون ليويس، وكذا مع الأسترالية سالي ستريت ومجموعة البلوز اللبنانية "دو وانطون بيشوب". وسيختتم هذا المهرجان يوم 13 شتنبر الجاري بعروض تمزج بين إبداعات مجموعتي "مون أرا" الهندية و"كناوة إكسبريس" المغربية تحت عنوان "إنديا ميت أفريكا" (لقاء بين الهند وإفريقيا). ويعد مهرجان "طانجاز" المهرجان المغربي الوحيد الحاصل على علامة خاصة من منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة في إطار تخليد الذكرى ال70 لإنشاء المنظمة الدولية، تنويها بأهداف المهرجان ذات البعد الإنساني وتكريسه لقيم الانفتاح والتلاقح الثقافي والأمن والسلام والتعايش.