رواج غير عادي، في فترة غير عادية، تحت أنظار السلطات المحلية، حين ارتفعت حركة البناء خلال هذه الأيام بعدد من المناطق بضواحي طنجة، بشكل مفاجئ، وكأن الأمر يتعلق بعرض استثنائي حصل عليه أصحاب البناء العشوائي بمناسبة موسم الانتخابات. السرعة تقتل، لكنها في هذه الحالة مطلوبة، يقول أحد عمال نقل مواد البناء، وهو يستعد لنقل شحنة من "الياجور" إلى زبون بمنطقة العوامة، بتراب المقاطعة الحضرية لبني مكادة، بعدما تم تسجيل ارتفاع الطلب على مواد البناء، أمام إقبال العديد من الأشخاص بمجموعة من المناطق الهامشية على البناء، حيث يقوم البعض بتشييد مساكن جديدة غير مرخصة، وآخرون يجرون تعديلات إضافية بمنازلهم. تزايد الطلب على مواد البناء خلال هذه الفترة، يعكسه حجم الإقبال الكثيف للشاحنات المتوافدة يوميا على مصانع الأجور، وكذا ارتفاع أسعار مختلف المواد بنقط البيع بالجملة والتقسيط، بعدما انتعشت حركة الرواج التجاري للرمال والإسمنت المسلح والحديد، وتحسن نشاط النقل بالشاحنات الصغرى، حيث صارت عدد من المناطق والأحياء الشعبية بضواحي المدينة الوجهة المفضلة لمواد البناء، كما ارتفع أجر عمال البناء المياومين، الذين أصبحوا يعملون بأسعار متفاوتة حسب توقيت العمل بين فترتي الصباح والليل. هذه "الثورة" في البناء بالمناطق العشوائية، تزامنت مع انطلاق موسم الانتخابات الجماعية، حين استغل العديد من السكان وسماسرة البناء العشوائي فترة "الفراغ"، التي يبررها كل طرف مسؤول على مراقبة تنامي ظاهرة البناء غير القانوني، ب "انشغالهم" بالانتخابات، وكأن السلطات المحلية "خارج التغطية" خلال هذه الفترة في انتظار انتهاء المسلسل الانتخابي، دون "إزعاج" الهيئة الناخبة الراغبة في تحقيق حلمها في بناء مساكنها ولو كانت عشوائية، خاصة وأن التكلفة ستكون أقل بدعم من أحد المرشحين وصمت "مشبوه" للسلطة. وانتعاش البناء العشوائي بطنجة خلال موسم الانتخابات، ليس بالأمر الجديد على المدينة، فقد اشتهرت عاصمة البوغاز بأحياء تشكلت عشوائيا وارتبط اسمها بأسماء بعض المرشحين، حين كان لهم الفضل في تمكين ساكنتها من البناء بدون تراخيص قانونية في إطار توظيف البناء العشوائي خلال حملاتهم الانتخابية، كما يجد البعض الفرصة مواتية لإضافة طوابق وإجراء تعديلات على تصاميم مساكنهم بالمناطق التي تشهد رواجا في العشوائيات، أمام تزايد اهتمام السلطة والمرشحين بهم في فترة الانتخابات، فالأولى (السلطة) تطمع في تصويتهم للرفع من نسبة المشاركة، والطرف الثاني (المرشحون) يرغبون في الحصول على أصواتهم للحفاظ على مقاعدهم، وفئة عريضة من الناخبين لا يترددون في استغلال أي فرصة تخول لهم الاستفادة من الفترة التي يجدون فيها من يوجه لهم نداء "أخي المواطن أختي المواطنة". محمد كويمن