«أينا ينا لعنصر إيحقا» جملة لعبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة المعين، وأولى تباشير تعلم بنكيران للغة الأمازيغية. جملة يطلقها الرجل مباشرة بعد لقائه مع الأمين العام لحزب الحركة الشعبية امحند العنصر عقب موافقة هذا الأخير وحزبه المشاركة في الحكومة المغربية المقبلة. بنكيران ظهر واقفا إلى جانب لعنصر ينتظر دوره للتعليق على التحالف الحكومي للمصباح والسنبلة أمام شاشة تمازيغت. غير أن اللافت في التصريح ذاته أن بنكيران وقبل أن يختم لعنصر كلامه، انحنى في اتجاه زعيم المصباح الآخر عبدالله باها ليستشيره عن الجملة للتأكد من صحة الصيغة التي سيطلقها بعد نهاية العنصر من كلامه. ومباشرة وبشكل مقتضب اكتفى بنكيران بالتعليق على تحالفه الحكومي مع العنصر بجملة «أينا ينا العنصر يقادا» يعني أن ما قاله العنصر كاف وفي محله. عبارة تقول كل شيء وتعبر بصريح العبارة عن نوايا الرجل الجديدة واقتناعه بأن الأمازيغية مكون مهم في الحكومة القادمة بعد أن اقتنع بنكيران وأزال كل درر الشك حول اعترافه بالأمازيغية لغة وهوية رسميتين لهذا البلد كما أكد على ذلك الدستور الجديد. قبل هذا الخروج الذي لم ينتبه إليه الكثيرون، كان للقاء الذي أجراه عبد الإله بنكيران مع القناة الثامنة تمازيغت مباشرة بعد صدور نتائج الانتخابات الأخيرة وقع كبير في نفوس الأمازيغيين. وقع اتسم بنوع من التفاؤل الكبير بمستقبل الأمازيغية في هذا البلد بعد تعيين الأمين العام لأهل المصباح من قبل جلالة الملك بميدلت رئيسا للحكومة. لقد كان بنكيران منذ البداية واضحا في تعاطيه مع الأمازيغية. إذ تبنى الرجل نهجا يسير ضد تيار التوجهات العامة التي أجمع عليها المغاربة جميعا خلال تصويتهم على الدستور بفصله الخامس الذي يقر باللغة الأمازيغية لغة رسمية. وهو التعاطي الذي تنذر منه العديدون ليس فقط الأمازيغيون بل كل المواطنين والقوى الحية في المغرب والذين كانوا ينظرون إلى الأمازيغية وإلى ترسيمها على أنه حق استرد واعتبار تأتى لهذه الهوية ولهذه اللغة والتي عانت منذ قرون من شتى وسائل التهميش والإقصاء. غير أن حساسية بنكيران من موضوع الأمازيغية ما لبثت أن خفت حدتها خاصة بعد أن تراجع زعيم المصباح عن موقفه الذي عد متحاملا على الأمازيغية والأمازيغيين. ليسجل بنكيران نقطة لصالحه تنضاف إلى كثير نقط يسجلها رئيس الحكومة على الإعلام المغربي السمعي البصري هذه الأيام. فقبول بنكيران بالظهور على قناة تمازيغت وسماحه بفسح المجال أمام مسؤولين وازنين في حزبه للظهور ومناقشة كل ما تعلق بالانتخابات على قناة حرف تيفيناغ، يؤشر على أن بنكيران سيكون لا محالة إيجابيا في الاستمرار في نفس الدينامية التي اختارها المغرب لتصفية الكثير من الملفات التي ظلت تؤرق مشهدها السياسي والاجتماعي لسنوات طويلة. وهو بذلك يلتقي مع ما ظل ينادي به منذ فترة خاصة بعد تعيينه كثاني أهم شخصية في البلد بعد جلالة الملك من كون المغرب لن يتراجع إلى الوراء أبدا، وأن ما تحقق يعد مكاسب أفرزها النقاش الهادئ والبناء والعقلاني لكل القوى الحية للمجتمع المغربي.