شكون للي كايعرف «تونونت»؟ أ«أدال» وربما لا أحد. تونونت في اللغة الأمازيغية هما المرادفان لكلمة الرياضة في اللغة العربية. مصطلحان لم يعتدهما المشاهد المغربي في تلفزيونه العمومي على غرار جميع المصطلحات الأمازيغية المتداولة. ظهور مثل هاتين الكلمتين كان طبيعيا أن يجد بلورته كفعل وممارسة يومية بعد ظهور قناة تمازيغت. ببساطة لأن الرياضة ركن أساسي من أركان التفعيل اليومي للصورة المغربية الأمازيغية تضمنها دفتر التحملات الخاص بثامن القنوات العمومية. «راه المشكل للي كاين في الرياضة بتمازيغت هو أننا كانلقاو ريوسنا أمام ندرة على مستوى المصطلحات الخاصة بالرياضة بتمازيغت»، يقول خالد السنوسي مقدم ومعد البرامج الرياضية بالقناة. نحن منذ البداية، يبرز الصحافي، حاولنا أن نكون في الموعد وحاولنا أن نخلق صيغة جديدة في التعليق الرياضي الوطني، ينفتح على اللسان الأمازيغي المغربي. وبالفعل توفقنا واستطعنا رغم إكراهات البداية وأشياء أخرى من رفع التحدي والوصول برياضتنا المغربية في صيغتها الأمازيغية إلى ما نلحظه اليوم. «راه المهمة ماساهلاش». وحتى إيجاد الإيقاع المناسب وكسب جمهور جديد من نوع خاص ألف لعقود طويلة أمر غير يسير، خاصة بعد أن ألف سنوات من التعليق باللغة العربية ولغات أخرى لمختلف الرياضات الموجودة. ويؤكد السنوسي على أن محدودية المجال الاصطلاحي، خاصة في الرياضة يدفعنا إلى مضاعفة الجهد قصد البحث والتنقيب والرجوع إلى العديد من المعاجم بحثا عن الكلمات المناسبة للتعليق الرياضي. وهنا لا يجب على الصحافي أن يكتفي بقراءة مجريات الأحداث التي تقع أمامه على رقعة الملعب، بل يجب، يقول السنوسي أن تكون للمعلق الرياضي ثقافة رياضية واسعة تتشكل من مختلف المعطيات الخاصة باللاعبين وبالمباراة وبكل شيء يمت صلة لما يجري بالعين وبالمباشر أمامه. لكن وإن توفرت هذه المعلومات، فلابد من تعزيز وتتثمين ذلك بالكلمات المناسبة والدالة على مختلف التفاصيل. «كاتعرف أسلغماي، أو أنفراي ، أو إسوي، أو أمورار» وغيرها من الكلمات الرياضية؟ أكيد أن القليل حتى من الناطقين بالأمازيغية لا يعرفون معناها. وبالتالي فإن الحسنة التي تقدمها تمازيغت هي إغناء للرصيد المعرفي لدى المشاهد عبر دخول هذه الكلمات وغيرها والتي انضافت إلى قاموسه اللغوي. قاموس وجب العناية به وإثراؤه بحكم ما يستقبل من أمور تهم التعاطي مع المكون ومع اللغة واللسان الأمازيغي المغربي العريق. ولتعميم الفائدة، فالمصطلحات التي ذكرنا آنفا أساسية في التعليق الرياضي ولا يمكن أن تستقيم أية مباراة إن لم تتوفر لها مثل هذه التوابل المعجمية. لأنها هي التي تيسر عملية التعليق لتصل إلى المشاهد كهدف قبل أن تستقر الأهداف في المرمى الرياضية. أسلغماي تعني المدرب، و«أنفراي» هو الحكم، «إسوي» هو الهدف و«أمورار» هو اللاعب، أنار هو الملعب. هذه المصطلحات موجودة لكنها نادرة الاستعمال خاصة في المغرب. يقول السنوسي. وقد كان علينا البحث والاجتهاد من أجل الوصول إلى أكبر قدر من المصطلحات الرياضية. فالعديد من الكلمات هي موجودة بالجزائر وبسوا وبجزر الكناري، لكنها لم تكن متداولة في المغرب. و«هو ما دفعنا إلى البحث فيها حتى نصل إليها ونعتمدها بالتالي في مختلف البرامج الرياضية التي نقدمها على القناة»، يبرز الصحافي. بعلاقة بالبرامج الرياضية، فإن تمازيغت سعت منذ البداية إلى تضمين برامج في شبكتها. إذ ظهر برنامج أسبوعي يقدم حصيلة الملاعب الرياضية سواء الوطنية أو الدولية. وفيه يحاول الطاقم المشرف على الإعداد تقديم جرد تقني وفني لأهم ما شهدته الملاعب الرياضية. ويتم خلال جلسة الحصيلة الاستعانة بمحلل رياضي يقدم قراءته لما شكل الحدث. وفي هذا الباب يقول السنوسي الذي أسندت له مهمة كل ماهو رياضي في القناة بمفرده، على أن المهمة ليست باليسيرة على اعتبار النقص العديدي الذي يعاني منه على مستوى الموارد البشرية. وهو ما يدفع ، يبرز السنوسي، «إلى الاستعانة بصحافيين من الإذاعة الأمازيغية والذين يساهمون بدورهم وبشكل أسبوعي في إعداد وتحضير مختلف مواد الأعداد الأسبوعية». كذلك هناك اشتغال يومي على فقرة الموجز الرياضي اليومي. وهو موعد قار يقدم نتائج و أهداف العديد من الرياضات التي تستأثر بالاهتمام سواء وطنيا أو دوليا. هذا دون نسيان النقل المباشر لمقابلات البطولة الوطنية خلال الموسم الماضي. وهي مقابلات ولو أن التركيز كان على مقابلات حسنية أكادير، وشباب الريف الحسيمي، و شباب قصبة تادلة، إلا أن ذلك لم يمنع من تقديم مباريات أخرى لمختلف الأندية الوطنية. نقط الضوء الجميلة موجودة، لا ينقصها سوى إرادة تطويرها والرفع من شأنها. وهذا منتهى المبتغى الذي يبقى رهين مدى جاهزية من يقومون على مجالنا التلفزيوني الرسمي في منح هذه القناة ما تستحقه فعلا من إمكانيات. وهي الرافعة التي ستمكن من التفعيل الحقيقي لشيء يسمى تلفزيون أمازيغي واقعا كاملا مكمولا يسير و روح التفاؤل الكبيرة التي تعم الصدور منذ مدة الآن.