باستثناء اللقاء الذي قد يعقده عبد الإله بنكيران مع الاتحاد الدستوري، توقف قطار مفاوضات تشكيل الحكومة في انتظار قرارات برلمانات الأحزاب المرشحة لدخول الحكومة، ولن يعود بنكيران إلى طرق أبواب أحزاب التقدم والاشتراكية والاستقلال والحركة الشعبية قبل بداية الأسبوع المقبل. قبل ذلك، لن ينعم عبد الإله بنكيران بالراحة خلال نهاية الأسبوع الحالي. الإنتظار و لا شيء سوى الانتظار أمام أمين عام العدالة و التنمية المعين رئيسا للحكومة المقبلة من قبل جلالة الملك، مصير حكومته المرتقبة لم يعد بين يديه و القرار معروض على أناس من خارج البيجيدي. كيف لبنكيران أن يطمئن؟ وهو يدرك أن مواقف الأحزاب الثلاثة، التي قبلت المشاركة إلى جانب حزبه في الحكومة المقبلة، ليست إلا موافقة مبدئية، وأن عليه انتظار ماستنتهي إليه برلمانات كل من حزب الاستقلال، التقدم والاشتراكية و الحركة الشعبية ليسمع من قياداتها الكلمة الفصل . بعدما بدأ عباس الفاسي الأمين العام لحزب الاستقلال أولى اجتماعاته الداخلية الممهدة للدخول في حكومة بنكيران مع فريق حزبه النيابي الجديد، من أجل وضعه في سياق مشاورات تشكيل الحكومة ومناقشة مشاركة الحزب في الأغلبية الحكومية القادمة، و بعدما حسمت اللجنة التنفيذية للحزب في شروط ومعايير الاستوزار والأشخاص المؤهلين لذلك، وفي القطاعات التي سيطالب الحزب بإسنادها إليه، سيجلس عبد الإله بنكيران، ليلة بعد غد الأحد، إلى جانب هاتفه عله يسمع الخبر السعيد: مصادقة المجلس الوطني لحزب الاستقلال على قرار المشاركة . قبل ذلك ستكون ليلة غد السبت بيضاء و طويلة داخل المقر المركزي لحزب العدالة والتنمية، قراران مصيريان في مسار تشكيل الحكومة الجديدة ينتظر أن يتم الإعلان عليهما. قرار المكتب السياسي لحزب الحركة الشعبية بالموافقة على المشاركة في حكومة عبد الإله بنكيران، ما زالت تنقصه تأشيرة اللجنة المركزية التي ستصدر حكمها في الموضوع في ختام دورتها المقررة غدا. تفاؤل أهل المصباح بخصوص الموقف الإيجابي للحركة الشعبية والاستقلال في الانضمام إلى طاقم الفريق الحكومي المنتظر يأخذ في التضاؤل كلما خاضوا في محطة امتحان مرور صك مشاركة التقدم الإشتراكية أمام الأجهزة المقررة للحزب. زوال الغد سيحسم رفاق نبيل بنعد الله بدورهم في الأمر . عبد الإله بنكيران المعين على الحكومة أقر بحساسية الوضع وهو يعتبر أن مشاورات تشكيل الحكومة ستدخل مرحلة جديدة، لكنه حافظ على قدر عال من التفاؤل عندما أشار في تصريح للقناة التلفزية «الأولى» عقب مشاورات مع قيادات كل من الاتحاد العام للشغالين والاتحاد المغربي للشغل، بثته في نشرتها المسائية، إلى إعلان حزب الحركة الشعبية أول أمس الأربعاء عن قرار مبدأ المشاركة في الحكومة المقبلة، مبرزا أن المجلس الوطني لحزب الاستقلال سيجتمع يوم الأحد المقبل لتحديد موقفه النهائي وأن المعلومات المتوفرة لديه تؤكد أن الأمور «تسير في اتجاه إيجابي». دون أن يغفل أهمية أصحاب حقيبة الناطق الرسمي في الحكومة الحالية و التي سبقتها، يعطي بنكيران الدليل على مشروعية تفاؤله و هو يصرح بأن «حزب التقدم والاشتراكية سائر في نفس الاتجاه»، معتبرا أن «هذه الأحزاب الثلاثة تشكل الأغلبية الحكومية» بمعية حزبه طبعا. لكن ما ينتظر بنكيران بداية من الإثنين المقبل لن يكون يسيرا، بعد مصادقة هيآت هذه الأحزاب على المشاركة في الحكومة المقبلة سيتم الانتقال إلى المرحلة الأصعب والخاصة بتفاصيل التحالف خاصة ما يتعلق بالحقائب الوزارية والأشخاص الذين يقترحون لتوليها. ياسين قُطيب