بعد لقائه مع جلالة الملك ، بنكيران يؤكد : وجدت أمامي رجلا إنسانياً، لطيفاً، وواعياً. مراكش بريس أوضح بنكيران الذي كلّفه الملك محمد السادس بتشكيل حكومة جديدة زوال الثلاثاء 29 نونبر، أنه التقى الملك لأول مرة، بعد أن سبق له مكالمته هاتفيا، موضحا أنه وجد في جلالته، رجلا إنسانيا، لطيفا، وعلى تمام الوعي بما يحتاجه الوطن. وأكد عبد الإله بنكيران المكلف بتشكيل الحكومة المغربية الجديدة، إنه سيشكل حكومة تكون في خدمة الوطن،والمواطنين مشيرا أنه سيبذل جهده لتحسين أوضاع المغاربة، معتمدا على ترسيخ الديمقراطية وتحسين الحكامة. وأفاد الأمين العام لحزب العدالة والتنمية في تصريح لقناة “الجزيرة ” مباشرة بعد استقباله من طرف جلالة الملك، أنه سيبدأ مشاورات تشكيل الحكومة مع حزب الاستقلال وأحزاب الكتلة وستشمل المشاورات أيضا إمكانية التحالف مع بعض الأحزاب من تحالف “الجي 8′′، مستثنيا حزب الأصالة والمعاصرة. يذكر أن حزب العدالة والتنمية الذي سيقود الحكومة المقبلة في المغرب في أول تجربة لحكم الإسلاميين كان قد أعلن يوم أمس نيته في تشكيل حكومة ائتلافية مع ثلاثة أحزاب تشكل تحالف “الكتلة الديمقراطية” وهي حزب الاستقلال ب 60 مقعدا وحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ب 39 مقعدا وحزب التقدم والاشتراكية ب 18 مقعدا اضافة الى مقاعده ال 107 وهو ما يمثل أغلبية نسبية في مجلس النواب البالغ عدد مقاعده 395 مقعدا. وتجدر الإشارة، أن عبد الإله بنكيران رئيس الحكومة المغربية المقبلة من مواليد مدينة الرباط في الثاني من أبريل العام 1954، بدأ مسيرته السياسية بالانتماء الى التنظيم السري المحظور المعروف ب “الشبيبة الإسلامية” بقيادة عبد الكريم مطيع اللاجىء في ليبيا الى حدود الساعة اليوم وهو تنظيم اعتبر من أشد التنظيمات الاسلامية راديكالية في المغرب في سبعينيات القرن الماضي. ثم أسس بنكيران جمعية “الجماعة الاسلامية” برفقة زملائه اليوم من فادة حزب العدالة والتنمية سعد الدين العثماني ومحمد يتيم وآخرين وذلك بعد تجربة اعتقال قضوها جميعا أواسط السبعينيات وسجنوا خلالها بتهمة الانتماء الى جماعة محظورة. وتبنى فيما بعد أفكارا معتدلة، وصفت بالعقلانية من طرف متتبعي مساره، في رؤيته للنظام الملكي ولمبدأ إمارة المؤمنين الشرعي، حيث غادر محطات العمل السري الى الممارسة السياسية الشرعية الرسمية من خلال حركة “الاصلاح والتجديد” التي اندمجت مع رابطة “المستقبل الاسلامي” بقيادة أحمد الريسوني وجمعية الشروق الاسلامية وجمعية الدعوة الإسلامية ليصبح الاسم الجديد للحركة بداية من سنة 1996 هو “حركة الاصلاح والتوحيد”. هذا، أمام الرفض المتكرر للسلطات بالسماح بتأسيس حزب سياسي إسلامي في المغرب اختار بنكيران الذي انتخب نائبا برلمانيا عن سلا أربع مرات الاندماج في حزب “الحركة الشعبية الدستورية الديمقراطية” الذي كان يتزعمه الراحل الدكتور عبد الكريم الخطيب ثم غير اسمه بعد انضمام الإسلاميين إليه ليصبح حزب “العدالة والتنمية” الذي فاز بالإنتخابات التشريعية المقبلة .