يخلط الكثير من الناس بين الدوالي، والشعيرات الدموية المتقطعة، واضعين الكل في نفس الخانة، بينما يشير الدكتور حسن المير الاختصاصي أمراض القلب، إلى وجود الفرق بين الأمرين، مبرزا أسباب ظهور الدوالي، وأعراضها، إضافة إلى وسائل العلاج المتاحة. يمكن تعريف الدوالي عبارة عن انتفاخ في العروق مع شيء من الاعوجاج، ويكون لونها مائلا نحو الزرقة، غير أن هناك التباسا كبيرا لدى الناس بخصوص بعض الحالات، التي تظهر فيها شعيرات دموية حمراء دقيقة الحجم، تحت سطح الجلد، خصوصا لدى النساء، وعادة ما تكون مصاحبة للسيلوليت. لكنها ليست دوالي كما يعتقد البعض لأن الدوالي تتميز بكبر الحجم والاعوجاج. لماذا تظهر الدوالي؟ تصاب الصمامات التي تساعد على ضخ الدم داخل الشرايين بتلف مما يسمح بصعود الدم نحو الأعلى في حالة الوقوف، للمساعدة في عملية تدفق الدم، لذا يبدأ الدم بالهبوط، فتنتفخ الدوالي ويحدث بها اعوجاج. عادة لا يشعر الشخص بأي ألم أو تغيرات عندما يكون حجم الدوالي صغيرا، لكن عندما يصبح حجمها أكبر، يشعر الشخص بنوع من الثقل في قدميه، وبنوع من التنمل أثناء الوقوف مع بعض الانزعاج، وقليلا ما يكون هناك ألم. وتعد الوراثة عاملا مساعدا في ظهور المرض، فإذا كان التاريخ العائلي للمصاب، يتحدث عن إصابات سابقة، ترتفع فرصة الإصابة بالدوالي. وتعتبر النساء والرجال سواء في الإصابة بالدوالي، غير أن النساء وبسبب الحمل، تتطور حالتهن نتيجة ضغط الوزن، الذي يسمح بخروج الدوالي، لكنها تختفي بعد الولادة. وقد تستمر مع بعض النساء لكن بنسبة بسيطة. أعراض الدوالي ومضاعفاتها عادة لا تظهر أي أعراض بالنسبة للمصاب بالدوالي التي لا تكون مصحوبة بأي ألم. فهي تظهر بحجم صغير ثم تبدأ في النمو مع مرور الوقت، لذا لا يعتبر السن عاملا في ظهورها، وإنما يعتبر العمر فرصة لنموها، أما بخصوص السن الذي يمكن للدوالي أن تظهر فيه، فعادة يكون ما بعد مرحلة البلوغ. وفي حالة ما إذا لم يتم علاج الأعراض المرتبطة بالدوالي، فإن المصاب يشعر بعدم الراحة، مع تضخم مستمر في حجم الأوردة، إضافة إلى بعض الثقل الذي يشعر به المصاب على مستوى القدمين. وفي حالة ما إذا تم إغفال الأمر، سيجد المصاب نفسه مضطرا إلى إجراء عملية جراحية. علاج الدوالي لا تعتبر الأدوية التي يتم تناولها عن طريق الفم ناجعة في علاج الدوالي. لذا تتم الاستعانة في البداية بالجوارب الضاغطة لمنع زيادة حجم الدوالي، وعادة ما يتم اعتماد هذا العلاج في الحالات البسيطة التي تصاحب المرض في بداياته. لكن إذا أهمل المصاب حالته، لغياب أي ألم، فإن حجم الدوالي يزيد، مما يجعل الاستعانة بالجوارب الضاغطة غير ذي جدوى، وهنا تتم الاستعانة بالجراحة، التي تعد بسيطة للغاية، حيث يتم حقن الأوردة بمادة خاصة مزيلة للدوالي بعد عمل ندوب فيها. هناك حالات أخرى يتم فيها إدخال انبوب رفيع في الأوردة المتوسعة، ثم يتم تسخين طرفه، الأمر الذي يؤدي إلى تدمير الوريد وإغلاقه. وفي أحيان أخرى يمكن إحداث شقوق صغيرة، وإزالة الأوردة. كما تتم الاستعانة بجراحة الليزر دون اللجوء إلى إحداث ثقوب بالجسم، أو إدخال الأبرة. الوقاية من الدوالي هناك بعض الأمور التي ينصح بها الشخص قبل إصابته، وهي من أجل تحاشي المشكل، مثل ممارسة الرياضة، والابتعاد عن الجلوس أو الوقوف لساعات طويلة، إضافة إلى الانتباه للوزن. أما إذا كانت الحالة وراثية فإن هذه الخطوات الوقائية قد لا تكون مفيدة كثيرا. سكينة بنزين