تعاني الكثير من النساء من مرض دوالي الساقين الذي يحول دون استمتاع المرأة بحريتها في اختيار ما يناسبها من فساتين، ويرغمها على ارتداء السراويل باستمرار من أجل إخفاء التشوهات البارزة على مستوى ساقيها أو ركبتيها. ومن أجل معرفة أسباب وطرق العلاج، التقينا الدكتورة أحفوظي مريم التي تعرف مرض دوالي السيقان بقولها: هو عبارة عن اتساع دائم وغير عادي لأوردة الساق أو الفخذ نتيجة خلل يصيب الصمامات الوريدية التي تلعب دورا مهما، لكونها تحول دون عودة الدم إلى الوراء داخل الأوردة، وفي حالة عجزها عن أداء هذا الدور يتراكم الدم في الأوردة، وبالتالي تتسع وتتورم. - وما هي أسباب الإصابة بدوالي الساقين؟ < لم يستطع التشخيص الطبي إلى حد الآن تحديد أسباب مباشرة لظهور المرض، إذ تشير الإحصائيات إلى أنه يصيب كل امرأتين ورجل من أصل 10، ويمكن تلخيص العوامل المساهمة في الإصابة بهذا المرض في: قلة الحركة، الحمل، وخلل هرموني واستعمال الهرمونات البديلة عند بلوغ المرأة سن اليأس، والمهن والحرف التي تتطلب الوقوف الدائم، والملابس الضيقة، والعمل في أماكن مدفأة سواء بمدفئات غازية أو كهربائية، والسمنة والأحذية ذات الكعب العالي، وأيضا حبوب منع الحمل. - ما هي أهم أعراض الدوالي؟ < يمكن تلخيصها على النحو التالي، الإحساس بالتعب في الساقين، وانتفاخ وتورم الكاحلين عند نهاية اليوم، تنمل الساقين وارتفاع درجة حرارتهما، وظهور حبل وريدي أزرق اللون خصوصا عند الوقوف. - هل كل النساء عرضة للإصابة بدوالي الساقين؟ وهل هذا المرض مرتبط بالسن؟ < إن حدوث دوالي الساقين يؤثر على النساء وأيضا الرجال، حيث تصل نسبة الإصابة عند المرأة إلى نسبة 40 في المائة، بينما تتجاوزها إلى 70 في المائة عند بلوغهن السبعين سنة. - ما هي طرق العلاج؟ < عند تعدد الإصابة وتفشي دوالي الساقين، تضطر المرأة إلى اللجوء إلى عملية جراحية لاستئصال الأوردة المصابة بالمرض، وهذه العملية تسمى Stripping، وغالبا ما تتطلب المكوث في المستشفى لمدة يومين، مع التوقف عن العمل لمدة 3 إلى 4 أسابيع مع تجنب التعرض لأشعة الشمس لمدة شهرين على الأقل، ومن بين العلاجات الحديثة استعمال الليزر الذي يساعد على تصلب الأوردة اعتمادا على نظام بصري دقيق مكون من ألياف بصرية. - ما هي الانعكاسات النفسية للدوالي على المرأة خاصة عند حرمانها من حريتها في اختيار ما يناسبها من فساتين؟ < تتأثر نفسية المرأة من الدوالي تبعا للوسط السوسيوثقافي والاقتصادي الذي تعيش فيه، وخاصة لو كانت تنتمي إلى وسط يولي للمظهر الخارجي أهمية قصوى، لكن ما يجب على المرأة الانتباه إليه هو التعامل مع المرض بمنظور طبي وليس بمنظور سطحي مبني على أقوال الناس.