على وقع النبرات القوية والدافئة للمغني السينغالي الشهير إسماعيل لو كانت ضربة البداية لمهرجان أزلاي للموسيقى الإفريقية مساء أول أمس الخميس بورزازات. المغني السينغالي المعروف بأغنيته العالمية “أفريكا.. أفريكا.. جامو” ألهب المنصة الرئيسية “قصبة تاوريرت” وسط المدينة بمجموعة من أغانيه ذات الروح والإيقاعات الإفريقية الدافئة وفي مقدمتها تحفته الفنية الباقية التي يتغنى فيها بإفريقيا والتي جابت العالم بأسره وأسرت عددا من المخرجين الدوليين مما دفعهم إلى استثمارها في أشهر أفلامهم. وبالرغم من أن إسماعيل لو غنى بلغته المحلية فإن تجاوب الجمهور الورزازي معه كان كبيرا وقويا الأمر الذي حدا به في لحظة جذب حقيقية إلى أن يصدح بأغنية “لا إلاه إلا الله” ذات الهالة الصوفية الشفافة هو المنتمي إلى الزاوية التيجانية. وفي الجهة الأخرى من الصدى كان صوت الفنان الورزازي الكبير مولود المسكاوي يمسك بالخيط ويصل الرحم الفني مع لو مفجرا نفس المخزون المحلي للمنطقة. إذ أرسل الإشارة في البداية عبر أغنيته المعروفة “ماما أفريكا” قبل أن يعرج على عدد من أغانيه الموسومة بفن “البلدي” الشعبي الذي تشتهر به منطقة تافيلالت. ولم يكتف المسكاوي بالاتكاء على صوته القوي والجميل النابع من أعماقه لا من حنجرته فقط بل أتحف الجمهور بالإيقعات التي أضفاها على حفله وهو يعزف على الدربوكة ثم القيثار. الحفل الذي عرف حضور الآلاف من الورزازيين ضم أيضا فرقتان محليتان هما “كناوة ورزازات” و”مبروك فيزيوين” وكلاهما يمثلان الوجه الشبابي النضر للمدينة وصوتها الفني القادم. وقد عرف اليوم الأول تنظيم ندوة كان موضوعها “معالم العلاقات الثقافية بين المغرب وإفريقيا جنوب الصحراء”. أما بالنسبة لبرنامج المهرجان فيستمر في يومه الثاني مع المجموعة المكناسية الشهيرة “آش كاين” وأصوات إفريقية أخرى على أن يختتم المهرجان في يومه الثالث الفنان العالمي ألفا بلوندي.