الفنان السينغالي إسماعيلو يعطي انطلاقة التظاهرة الموسيقية الإفريقية تنطلق اليوم بمدينة ورزازات، فعاليات الدورة الأولى من مهرجان الموسيقى الإفريقية أزلاي، الذي سيشكل لقاء ثقافيا بين هذه المنطقة من أرض المغرب وامتداداتها التاريخية داخل إفريقيا باعتبارها كانت عبر التاريخ محطة لقاء ومحطة عبور للسلع والقيم بين شمال القارة وجنوبها، مهرجان يليق بهذه الرقعة الجغرافية المفتوحة على العالم بمعطياتها الطبيعية والبشرية، لاشك سيربط الحاضر بالماضي، سيربط جنوب القارة بشمالها باعتباره تظاهرة ثقافية تستدعي مختلف الثقافات الإفريقية إلى الاحتفاء بموروثها وتجلياته التراثية والمعاصرة، إلى الاحتفاء بالموسيقى وإيقاعاتها كلغة كونية بخصائصها الإفريقية، تحت سماء ورززات التي مافتئت تغري الفن السابع العالمي، ومن بين الفنانين الأفارقة المشاركين المغني السينغالي إسماعيلو الذي سيعطي انطلاق فعاليات الدورة من خلال الحفل الكبير الذي من المتوقع أن يحييه اليوم لكن المهرجان سيحتفظ باسمه على الدوام كأول مشارك في أول دوراته، بينما من المتوقع أيضا أي يبصم الفنان الإيفواري ألفا بلوندي على ختام الدورة الأولى في تاريخ المهرجان الإفريقي. بموازاة مع البرنامج الموسيقي، سيتوزع المهرجان على العديد من الأنشطة والفقرات من بينها الاحتفاء بعرض المنتجات الفلاحية المحلية وعروض للصناعة التقليدية، تنظيم لقاءات بين الفنانين والنقاد المتتبعين، وإقامة ندوة أكاديمية تحت عنوان « المغرب إفريقيا جنوب الصحراء أي تاريخ و أية ثقافة مشتركة». و يسعى المهرجان، الذي سوف يصبح موعدا سنويا تلتقي عنده مختلف التيارات الموسيقية الإفريقية، إلى تعزيز صورة المدينة، وتشكيل محطة للحوار بين الثقافات الإفريقية. ومن بين الأسماء الفنية الإفريقية، التي استدعاها مهرجان أزلاي، السينغالي إسماعيلو،( كما سلفت الإشارة إلى ذلك آنفا)، رفقة كناوة من ورزازات، ومبروك فيزيون، ومولود المسكاوي، وألفا بلوندي من الكوت ديفوار، وجانكل فيزيون من الكونغو، مجموعة الفناير، ولمعلم الكناوي الكبير محمود غينيا، ومجموعة الركبة من زاكورة، ومجموعة أحواش، كما سيشارك في المهرجان مجموعة من الفرق الموسيقية الشابة والمعروفة مثل آش كاين، وأمارك فيزيون، وفنانين أفارقة آخرين. برنامج غني ومتنوع يغري بالمتابعة، وعروض موسيقية بألوان الشفق، ستشعل حماس الجمهور على 3 منصات من بينها منصة قصبة تاوريرت، 300 فنان من جهات إفريقيا الأربع ومن المغرب عشرات العروض الموسيقية سحر المكان وسحر الحدث سيتوحدان من أجل متعة حواس جمهور مدعو إلى اكتشاف الأنماط الموسيقية والألوان الإيقاعية الإفريقية، ومادمنا بصدد الحديث عن المهرجان، فان الزاوية الترفيهية ليست سوى ما يبدو من جبل الجليد، إذ تهدف هذه التظاهرة أيضا إلى إعادة اكتشاف الكنوز التي تزخر بها مدينة ورزازات وتشكيل معبر جديد للمدينة نحو العالمية بملامحها الإفريقية الأصيلة، مع ما يستتبع ذلك من إعطاء دفع دينامي قوي على المستوى السياحي من داخل وخارج المغرب، أما الوجه الآخر فليس سوى مزيد من دعم العلاقات المغربية / الإفريقية العريقة والمتجدرة في منطقة درعة على الخصوص، كما أن مهرجان أزلاي للموسيقى الإفريقية جاء لإغناء المشهد الثقافي والفني الوطني. ومن المعلوم أن المهرجان من تنظيم عمالة إقليمورزازات بشراكة مع مؤسسة ورزازات الكبرى للتنمية المستدامة والجماعة الحضرية والمجلس الإقليمي للسياحة ولجنة فيلم ورزازات. إسماعيلو في سطور سيحظى المطرب السينغالي اسماعيلو بشرف إعطاء انطلاقة الدورة الأولى لمهرجان أزلاي، اسماعيلو هذا الفنان الذي يتألق منذ ثمانينات القرن الماضي على ساحة الغناء الإفريقي في فرنسا والعالم، حاصل على وسام الجمهورية الفرنسية من درجة فارس سنة 2002. غير أن مساره الفني سوف يأخذ منعطفا جديدا خلال التسعينيات بعد صدور ألبومه السادس وهو تحت عنوان «تجابون» «Tajabone» الأغنية التي اتخذه المخرج الاسباني بيدرو المودوفار مقدمة لفيلمه «كل شيء عن أمي» « Tout sur ma mère « إسماعيل لو من مواليد سنة 1956 بالنيجر من أب سينيغالي و أم نيجيرية وترعرع في بلدة ‹›روفيسك›› بالقرب من عاصمة السنغال داكار وسط عائلة لا تعترف بالموسيقى كنشاط احترافي حيث كان يقضي وقته في صناعة القيثارة و اللعب بأوتارها مع أقربائه. وبعد وفاة والده سنة 1970 قضى إسماعيل لو سنتين في معهد الفنون بدكار حيث تلقى الكثير من المعارف في الفنون التشكيلية. وبالموازاة مع ذلك شرع في مشواره الفني بعد مروره في حصة تلفزيونية فتحت له الأبواب واسعا للشهرة ليلتحق بعدها بفرقة ‹›سوبر ديامونو››. وفي سنة 1984 تنحى إسماعيل لو عن الفرقة ليسجل بعدها خمس ألبومات غنائية تناول فيها بعض من النصوص السياسية.