منذ سنتين تولدت فكرة خلق مهرجان فني وثقافي بمدينة ورزازات، مهرجان يمتح مما تزخر به المنطقة من إمكانيات ثقافية، وفنية، وسياحية، وبشرية منظمو المهرجان في الندوة الصحفية (كرتوش) ويسعى بالأساس للنهوض بالمدينة والمنطقة ككل، فجاءت فكرة مهرجان أزلاي للموسيقى الإفرقية، الذي اتخذ من مصطلح "طوارقي"، يعني طريق قوافل الملح، اسما له، مادامت ورزازات بوابة إفريقيا والصحراء بالمغرب. لكن مجموعة من الإكراهات المادية، وموجة الاحتجاجات والتظاهرات، التي رافقت "الربيع العربي"، الذي لم يسلم منه المغرب، حالت دون تنظيم هذا المهرجان في موعده الأول، الذي كان مقررا في شهر أبريل الماضي، فأرجىء تاريخه إلى 20، و21، و22 أكتوبر الجاري، وجرى تغيير طاقمه التنظيمي، بعد استقالة مديره الفني السابق إبراهيم المزند لأسباب خاصة. عن هذه الأمور، وعن دوافع تنظيم مهرجان خاص بالموسيقى الإفريقية بورزازات، تحدث محمد سعيد المراني، رئيس المجلس الإقليمي للسياحة بورزازات، منظم مهرجان أزلاي، صباح يوم الأربعاء 12 أكتوبر الجاري، في ندوة صحفية بالمسرح الوطني محمد الخامس بالرباط، وأكد أن هذه التظاهرة ليست فنية فحسب، بل هي تظاهرة ثقافية وسياحية ترغب بالأساس في تسليط الضوء على مدينة ورزازات والمنطقة ككل، وخلق دينامية ثقافية وفنية وسياحية بها، مشيرا إلى أن ميزانية المهرجان بلغت 2 مليون درهم، ساهمت فيها جهة ماسة درعة بمليون درهم، والباقي ساهم به شركاء المهرجان الآخرون وهم: مؤسسة ورزازات الكبرى للتنمية المستدامة، والجماعة الحضرية لورزازات، ولجنة الفيلم بورزازات. وأوضح محمد أوفارس، أحد أقطاب السياحة بالمنطقة الجنوبية، أن رؤية 2020 للسياحة تركز بالأساس على الرصيد الثقافي والفنانين والمخزون الطبيعي والتقليدي للمناطق، وأنه في هذا الإطار يندرج مهرجان أزلاي، الذي سيكون، برأيه، وسيلة للتنمية والنهضة بالمنطقة على جميع المستويات. أما جمال عاطف، المدير الفني للمهرجان، فذكر أن مهرجان أزلاي للموسيقى الإفريقية، يعد نافذة على مختلف الثقافات الإفريقية، باعتبار أن ورزازات ظلت تمثل ملتقى تجاريا مهما، ووجهة للتبادل التجاري عبر الصحراء بين دول جنوب الصحراء وشمالها من القارة الإفريقية، وأنه يسعى إلى إعطاء البعد الإفريقي الأهمية اللازمة له، رغم النظرة الضيقة المكونة عن القارة الإفريقية، مشيرا إلى أن المهرجان يتوجه إلى السياح الأجانب والمغاربة، ويهدف إلى خلق دينامية ثقافية وسياحية بالمنطقة، وإلى تقوية العلاقات الثقافية بين المغرب وإفريقيا، وخلق شبكات ثقافية وفنية على المستوى الإفريقي للكشف عن غنى الثقافة والفنون بإفريقيا وتنوعها. وأضاف عاطف أن البرمجة الفنية للمهرجان ستعرف تنظيم 30 عرضا فنيا في ثلاث منصات وبالمجان، وهي: قصبة تاوريرت، وساحة الموحدين، وساحة تامريغت، يشارك فيها 300 فنان و20 مجموعة موسيقية، يمثل فيها الجيل الجديد من الشباب الموسيقيين والفنانين المغاربة نسبة مهمة، خاصة أن المهرجان يروم دعم هذه الكفاءات الشابة. وإلى جانب ألمع الأسماء الفنية الإفريقية، التي يراهن عليها مهرجان أزلاي، من مثل السينغالي إسماعيلو، الذي سيحيي حفل الافتتاح يوم 20 أكتوبر الجاري، رفقة كناوة من ورزازات، ومبروك فوزيون، ومولود المسكاوي، وألفا بلوندي من الكوت ديفوار، وجانكل فوزيون من الكونغو، ويوم اختتام المهرجان مع مجموعة الفناير، ومحمود غينيا، وركبة زاكورة، سيشارك في المهرجان مجموعة من الفرق الموسيقية الشابة والمعروفة مثل آش كاين، وأمارك فوزيون، وفنانين أفارقة آخرين. وموازاة مع الحفلات الموسيقية، سيفتح المهرجان أبواب قريته السياحية أمام الزوار، وهي قرية تضم سوقا للصناعة التقليدية الإفريقية، ومعارض للمنتجات المحلية والصناعات التقليدية الإفريقية، وتقديم أطباق من الطبخ الإفريقي للزوار، هذا إضافة إلى عرض للأزياء تحت شعار "ورزازات تحتفي بالقفطان". وستشهد فعاليات الدورة الأولى من المهرجان ندوات ثقافية سيحتضنها قصر المؤتمرات بورزازات، حول الثقافة الإفريقية في ارتباطها بالتاريخ والحاضر، يشارك فيها مجموعة من المتخصصين في العلاقات الإفرقية - الإفريقية.