تستعد مدينة ورزازات لاحتضان فعاليات الدورة الأولى لمهرجان أزلاي لفنون الموسيقى الإفريقية من 20 إلى 22 أكتوبر المقبل، بمشاركة أشهر فناني القارة السمراء. وقال منظمو المهرجان، في بلاغ توصلت "المغربية" بنسخة منه، إن مهرجان "أزلاي" واجهة جديدة في المشهد الثقافي المغربي، بل في القارة الإفريقية، جاء ليعزز ويغني الثقافة الإفريقية، ويؤكد الانتماء المغربي لها. وأضافوا أن ولادة هذا المهرجان الشعبي تدل على إرادة مشتركة للنهوض بدينامية القطاعات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، في إطار ورزازات الكبرى، مبرزين أن اختيار الاسم لم يأت اعتباطيا، وإنما له دلالات تاريخية وثقافية، فكلمة "أزلاي" معناها طريق الملح، التي كانت معبرا آمنا للقوافل التجارية المنطلقة من تافيلالت في اتجاه تمبوكتو. وقال مدير المهرجان جمال عطيف إن "مهرجان أزلاي للموسيقى الإفريقية، يؤكد في دورته الأولى أنه قادر على ترسيخ حضوره الفعلي، بتقديم حفلات يشارك فيها 400 فنان سيحيون 80 حفلا في عدد من المنصات بمختلف مناطق ورزازات عاصمة المغرب السينمائية، على امتداد أربعة أيام"، مؤكدا أن الحدث الفني الذي سينظم بشراكة بين مؤسسة ورزازات الكبرى للتنمية المستدامة، وجهة سوس ماسة درعة، والجماعة الحضرية لورزازات، والمجلس الجهوي للسياحة ولجنة ورزازات فيلم، يعد نافذة على مختلف الثقافات الإفريقية، باعتبار أن ورزازات ظلت تمثل ملتقى تجاريا مهما، وجهة للتبادل التجاري عبر الصحراء بين دول جنوب الصحراء وشمالها من القارة الإفريقية، مسنودة في ذلك إلى شبكة من القوافل الطرقية، التي تجمع بين التجاري والثقافي. و كشف المنظمون، في البلاغ ذاته، عن حضور ألمع الفنانين الأفارقة، الذين ينتمون إلى الموجة الفنية الجديدة، ويمثلون العديد من الألوان الموسيقية العالمية، التي لها امتدادات عبر القارة الإفريقية، مثل الجاز والبلوز والروك والريكي ولاباسا نوفا، إلى جانب السالسا، والراب، وكناوة... وأوضحوا أن هذه الألوان الغنائية تتميز بحضور قوي في الولاياتالمتحدة، من خلال فنانين بصموا الفن العالمي، أمثال (بي بي كينغ، وميلس دافيد، ويوسو أندور، وجيمس براون، وأريتا فرانكلين، وسيزاريا إفورا، ونينا سيمون، وألفا بلوندي..). وأكدوا أن مهرجان أزلاي يمثل حدثا فنيا متميزا، باعتباره فضاء للحوار بين الموسيقيين والمثقفين من مختلف مناطق المغرب، كما أنه جسر بين مهنيي الموسيقى، موضحا أنه فرصة للتعريف بغنى المغرب الثقافي والفني، كما أنه شاهد على انفتاح المغاربة على العوالم الإفريقية، خصوصا على مستوى الموسيقى الشعبية، والعصرية الجيدة. و أضافوا أن الدورة الأولى من المهرجان ستسلط الضوء على إفريقيا، رغم كل النظرات الاقتصادية والثقافية الضيقة الملتصقة بها، كما أنها ستحتفي بالذكرى الخمسينية لاستقلال عدد من الدول الإفريقية. وستشهد فعاليات النسخة الأولى، حسب المنظمين، مناظرة أكاديمية تحت عنوان"الثقافة عبر الصحراء: كيف يمكن إعادة التبادل التاريخي بتقاسم ثقافة مشتركة"، إلى جانب تنظيم صالون لبيع مواد تقليدية سهرت عليها أيادي صناع تقليديين من جهة ورزازات ومناطق من إفريقيا، فضلا عن يوم مخصص لتوثيق موسيقى القارة السمراء. ويراهن المهرجان في دورته الأولى، التي ينظمها المجلس الإقليمي للسياحة، بشراكة مع عمالة إقليمورزازات ومؤسسة ورزازات الكبرى للتنمية المستدامة، والجماعة الحضرية لورزازات، والمجلس الجهوي لجهة سوس ماسة درعة ولجنة فيلم ورزازات، على أسماء فنية معروفة عالميا من قبيل ألفا بلوندي من الكوت ديفوار، وإسماعيل لو من السنغال، ومجموعات "فناير"، و"آش كاين" و "أودادن"، ومحمد ملال، وفاطمة تبعمرانت، والباتول المرواني، ومحمود غينيا من المغرب، وكارييس فوستو من الكاميرون، والفنانة منيرة متشالا من تشاد، وعبد الله أومبادوك من النيجر، وحبيب كويتا من مالي، ومجموعة البركرس من الكونغو. وبموازاة مع الحفلات الموسيقية، سيقدم المهرجان عروضا سينمائية لأفلام وثائقية حول الموسيقى الإفريقية بقصر المؤتمرات، إضافة إلى تنظيم ندوة أكاديمية حول موضوع "الثقافة العابرة للصحراء: كيف يمكن إعادة بناء هذه المبادلات التاريخية مع تقاسم ثقافة مشتركة"، ومعارض للمنتجات المحلية والصناعات التقليدية الإفريقية. يذكر أنه كان من المقرر، تنظيم فعاليات الدورة الأولى من المهرجان من 21 إلى 24 أبريل الماضي، لكن المنظمين قرروا، في وقت سابق، تأجيلها إلى شهر أكتوبر المقبل، وعزوا دواعي التأجيل، حسب بلاغ سابق لهم، إلى أسباب مرتبطة بتوفير التمويل الضروري الكفيل بضمان كامل شروط النجاح لهذا المهرجان.