كانت عقارب ساعته تسير ببطء، تمنى لو أنه يدير حلقة الزمن فيجعلها تمضي كالبرق لينقشع الليل، وينهي مهمته بسلام، بينما عجلات سيارته تندفع بكل سرعة ممكنة نحو مدينة المستقر .. الحمراء مراكش! بين كل فينة وأخرى، يرخي بناظريه تجاه زوجته وشريكته الغارقة في نومتها الهانئة، يشغل باله مكر الزمان، الذي جعل منه مروج «كوكايين» بعدما كان يصول ويجول بميناء طنجة، بصفته مسؤولا بفرقة للدرك الملكي. فجأة لاح له شبح كوكبة من الناس وكأنها تنبعث من جنبات الطريق المقفر، وتطارد فيه رجل السوء، تملكه الخوف بل الذعر، كان يقطب جبينه، وكل لحظة تحمل جديدا مثيرا ومدهشا، قلق وحيرة .. لحظات تمنى لو أنها كانت من دروب النسيان. وقف بسيارته بمحطة الأداء بالطريق السيار، لتتجلى له حقيقة موكب الوافدين، كوكبة من الدراجين التابعين لسرية الدرك الملكي ببرشيد. كلما مرت اللحظات يجثو عليه الخوف أكثر وأكثر، لم ينتظر حتى يبتعد الخوف عنه. بخطوات سريعة، ترجل من سيارته الفاخرة، واتكأ على بابها الجانبي، يرنو إلى ذلك الثغر الباسم وينتبه إلى وقع الخطوات الرتيبة في الظلام. - السلام عليكم ! لم ينتظر طويلا ليبدأ في ترسيم حدود حبكة التوهيم على زواره، أدى لهم التحية الرسمية، كدلالة على ماضيه ك «جدارمي» ! - معاكم (فلان) إكس جوندارم في لبور ديال طانجي (طنجة) ! - مشرفين .. !!!؟ مشهد بريء، بدأت بعده فصول انجلاء الحقيقة الغامضة للدركي السابق وزوجته.. طلب اذن بتفتيش السيارة، والمحصلة ؟ مبلغ مالي قدره عشرون ألف درهم.. شيكات على بياض خاصة بأشخاص.. مجموعة من الشيكات بمبالغ مالية مهمة .. دفترا شيكات عائدة لشخصين مجهولين.. بطائق بنكية، إحداها تحمل اسمه الشخصي، غير أن الطامة الكبرى كانت مخبأة في حقيبة زوجته، التي قرر الدركيون تفتيشها، ليفاجؤوا بوجود كمية مهمة من المخدرات القوية «الكوكايين» وميزان إلكتروني مخصص لوزن العبوات الصغيرة !!! حمد كريم كفال / ل.الزيتوني