يناقش سينمائيون ومسؤولون مؤسساتيون من مختلف دول حوض البحر الأبيض المتوسط موضوع "السينما والمدينة والبيئة"، ضمن البرنامج الثقافي لمهرجان تطوان الدولي للسينما، الذي يقام في الفترة من 28 مارس وإلى غاية 4 أبريل المقبل. وافاد بلاغ لإدارة المهرجان ان المائدة المستديرة، المنظمة بتنسيق مع وزارة السكنى وسياسات المدينة، ستعرف مشاركة خبراء ومتخصصين في موضوع "السينما والبيئة والمدينة "، من ضمنهم جورج أوراثيا من إسبانيا، وجيل كوردير من فرنسا، ولوسيانو سيفيني من إيطاليا وفريد الزاهي وعبد الواحد المنتصر من المغرب. واكد المنظمون أن ملامسة هذا الموضوع تأتي مساهمة في إثارة النقاش حول موضوع البيئة، بما يحمله من دلالات رمزية، للتحسيس ،من موقع المهرجان، ب"الأخطار التي تتهدد مستقبل الأجيال القادمة ومن مغبة استنزاف ثروات المعمور والاستغلال المفرط للموارد الطبيعية والقضاء على الثروة الحيوانية والنباتية". كما ان الحديث عن السينما والبيئة، حسب المصدر، "يستحضر مفهوم التنمية المستدامة بأبعاده الثلاثة، المتمثلة في العدالة الاجتماعية والنجاعة الاقتصادية والجودة البيئية"، مشيرا الى ان السينما "لم تكن قط مجرد وسيلة للترفيه ، بل إنها استنفرت وسائلها وفاعليها وجماليتها وبلاغتها الخاصة لنشر الوعي البيئي والتحسيس بأهميته". وابرزت جمعية أصدقاء السينما في تطوان ،المشرفة على تنظيم المهرجان ،أن السينما "لطالما حرصت منذ بداياتها على التعبير عما يخالج النفوس من آمال ومخاوف في مختلف الحقب، بحيث طرحت نفسها كأداة لتأويل الواقع ، وبالموازاة مع ذلك، انتشرت المدن واتسعت رقعتها، لتصبح المدينة المتخيلة أو الواقعية أحد المحددات الأساسية التي تتحكم، بسكانها وفضاءاتها وجماليتها ومعماريتها، في تصورنا للعالم وفي تشكيل متخيلنا". واضافت أن السينما "قد ظهرت إلى الوجود مع ميلاد المدينة الحديثة، و ما انفكت تواكب تطورها العمراني بالرصد والتحليل، مساهمة بشكل أو بآخر في خلق نوع من الوعي السوسيولوجي ،ومن هنا، كان من الطبيعي أن تتفطن العديد من الإنتاجات السينمائية إلى الرهانات المرتبطة بالوعي البيئي، لتنبه الرأي العام العالمي وتدق ناقوس الخطر حول العواقب الوخيمة المترتبة على التلوث وارتفاع درجة حرارة الأرض، من جفاف واضطرابات جوية قصوى وفيضانات وأعاصير وغيرها من الكوارث الطبيعية". وسيشكل المهرجان ،حسب المصدر ، فرصة لتوجيه نداء عالمي من أجل "التزام كوني لا تنال منه الاختلافات السياسية والصراعات المذهبية والمصالح الاقتصادية والحسابات الاستراتيجية الضيقة"، والتأكيد على أن رهان البشرية الضخم ومستقبلها يرتبط بالمحافظة على البيئة. وفي هذا السياق أكد المصدر أن السينما "تبقى وسيلة لمقاربة العالم في بعديه الاجتماعي والطبيعي، وأداة تساعد على التأويل البصري للعالم الحضري"، وكذا "فضاء رحبا من أجل البناء الرمزي للمدينة والبيئة في الماضي والحاضر والمستقبل". ويفتتح الفيلم الإسباني "الجزيرة الدنيا" وقائع الدورة 21 من مهرجان تطوان الدولي لسينما بلدان البحر الأبيض المتوسط، وذلك يوم السبت 28 مارس الجاري، في حين يسدل الستار على مهرجان تطوان يوم السبت 4 أبريل المقبل، بعرض الفيلم الجزائري "الوهراني" لمخرجه إلياس سالم.