اقترح العدد السادس من مجلة «وشمة» الصادر بمناسبة الدورة السابعة عشر لمهرجان تطوان الدولي لسينما بلدان البحر الأبيض المتوسط، على القراء موضوع «النقد السينمائي: قضايا ورهانات»، شارك في إعداده ثلة من المهتمين بالدرس النقدي في السينما. وتضمن العدد، الذي صدر بدعم من مؤسسة المهرجان، أيضا حوارا مع الناقد والكاتب المغربي مصطفى المسناوي، ومع الناقد السينمائي الفرنسي ستيفان ليدتيين. وتساءلت افتتاحية المجلة، التي تصدرها جمعية أصدقاء السينما في تطوان، عن «ضرورة النقد» وعن قضاياه ورهاناته، وعن مهمة الناقد السينمائي أمام التطور المتسارع الذي تعرفه التقنيات الجديدة للتواصل، ومدى حاجة المتفرج العادي بالفعل إلى منتوج نقدي حتى يقرر الذهاب إلى السينما. أما الرهان الكبير الذي تناوله العدد فيتعلق بالكيفية التي يمكن من خلالها أن يصبح النقد السينمائي شأنا عاما ويهم كل المتفرجين بغض النظر عن أعمارهم ومستوياتهم التعليمية. وأبرز رئيس تحرير المجلة نور الدين بندريس في افتتاحية العدد، أن الناقد يسعى إلى اقتسام افتتانه بفيلم ما مع القارئ، وسعادته بكونه قد عاش لحظات استثنائية، بفضل جودة الصور وشاعرية التأطير والمونطاج وعمق الرؤية التي أبان عنها المخرج، وتمكنه من قراءة الصورة السينمائية وتقييم تميزها الفني والبلاغي. وأضاف بندريس أن العديد من الأسئلة تظل دوما في حاجة إلى إضاءة، كسؤال من هو الناقد، وهل هو متفرج ذكي يقرأ «بين الصور»، أم كاتب يقترح «ذاتية» لفيلم ما، وما هو الدور الذي يمكن أن يلعبه في تلقي عمل سينمائي. وأوضح بندريس أن تعدد وسائل التواصل اليوم وتنوعها، تمنح المستهلك فرص عدة لتلقي المعلومات والصور وكذا للتمرس على طرائق تأويلها، وتمنحه فرصة اقتسام وجهة نظره مع الآخرين، مشيرا إلى أنه يتوجب على النقد، إزاء هذه الوضعية، أن يبرهن على انفتاحه، وأن لا يظل مجالا محصورا على من يتوفر على الخبرة. كما اشترط أن لا يتصور وظيفته فقط كعامل للترويج لفيلم ما أو لصب اللعنات على فيلم آخر، مؤكدا أن دوره يكمن بالأحرى في اقتراح قراءة تحليلية تسعى إلى أن تكون موضوعية وإلى إضاءة الجوانب التقنية والبلاغية والموضوعاتية لتسهل عملية ولوج عوالم الفيلم المتخيلة على المتلقي. وتضمن العدد أيضا مساهمات لكتاب ونقاد متوسطيين ناقشوا فيها مواضيع تتعلق على الخصوص ب`»النقد أو التفكير بالفعل السينمائي والأفق الجمالي»، و»النقد السينمائي، الرهانات والتحديات»، و»النقد: المتعة والكتابة»، و»النقد والإنطباع»، فضلا عن قراءات حول السينما المغربية وحول كتاب «أفلام وأفلام» لعبد اللطيف البازي و»من الأدب إلى السينما: رحلة سيزار ساباتيني».