AHDATH.INFO- برلين – خاص كان الأسبوع الذي ودعناه، حاسما في علاقة الحكومة اليونانية ومجموعة اليورو. إذ بعد مفاوضات شاقة وشد وجذب بين الطرفين، تمكنت أثيناوبروكسل من الاتفاق على تمديد برنامج حزمة الإنقاذ الخاصة باليونان. وكانت المفوضية الأوروبية قد أعلنت أن المانحين الدوليين وافقوا بصورة مبدئية على تمديد برنامج المساعدات لليونان وذلك بعد اقتناعهم بخطة الإصلاحات التي قدمتها اليونان. واعتبرت بروكسل أن قائمة الإصلاحات مشجعة وكاملة. ويعتقد الطرفان أن كل منهما نجح في مسعاه. ولقد ظهرت على وزير مالية ألمانيا فولفغانغ شويبله حالة من الرضى وهو الذي كان من أكثر المعارضين لمطامع المفاوضين اليونانيين. ففي هذا السياق نبه شويبله إلى أن تلك النتيجة كان يمكن التوصل إليها قبل هذا التوقيت، لولا رفض فاروفاكيس تقديم الموافقة (على شروط مجموعة اليورو) قبل أن يعود ليوافق عليها. غير أن الأهم في نظر برلين: "تنفيذ ما اتفق عليه. فمنذ بداية الأزمة في 2010 لا يوجد سوى تقديم تنازلات لليونان، وقد حصلت أثينا على 240 مليار يورو قروض مساعدة" بحسب وزير مالية ألمانيا. جيرون ديسلبلوم وزير مالية هولندا و ورئيس اجتماع وزراء مالية منطقة اليورو من جانبه أشاد بالاتفاق معتبر ا :" أنه تم إنقاذ اليونان، ومن حيث المبدأ، بنفس الشروط المعتبرة لبرنامج المساعدة الحالي". التزام يوناني وحرص أوروبي شديد يقوم برنامج إنقاذ اليونان على ثلاثة مبادئ رئيسة: وهي التزام أثينا بمواصلة إصلاحات هيكلية عميقة، والموافقة على على التنفيذ فورا، وعدم التراجع عن الإصلاحات المنجزة، هذا بالاضافة إلى عدم القيام بخطوات أحادية من شأنها تقويض الأهداف الأصلية للتعافي الاقتصادي والاستقرار المالي. وكما كان الأمر في السابق فستتم مراقبة تنفيذ شروط مجموعة اليورو، عبر المفوضية الأوروبية والبنك المركزي الأوروبي وصندوق النقد الدولي، تلك المؤسسات الثلاثة التي كان يطلق عليها في السابق "ترويكا". وفي حالة تقديم هذه الأخيرة تقريرا نهائيا إيجابيا، فإن المجموعة الأوروبية، ستقوم بالإفراج عن أقساط القروض المستحقة والفوائد على السندات اليونانية بقيمة 3.9 مليار يورو، بشرط وجود مراجعة نهائية. وبهذا، وعلى عكس ما كانت ترغب أثينا، لم تستطع الحكومة اليونانية أن تتخلص من "الترويكا" أو من شروط مجموعة اليورو. واتفق الطرف اليوناني مع مجموعة اليورو أن يجري خلال الشهور الأربعة المقبلة التفاوض بشأن برنامج ثالث محتمل للمساعدة. اعتقاد يوناني بتحقيق نجاح كبير أصر وزير مالية اليونان فاروفاكيس، على أنه حقق أهدافه الرئيسية، منبها إلى وجود صياغة متساهلة في البيان الختامي لاجتماع مجموعة اليورو بشأن الفائض الهيكلي لميزانية اليونان. علاوة على ذلك أشار فاروفاكيس إلى أن الائتلاف اليساري- اليميني المتطرف، الذي يحكم اليونان حاليا، بإمكانه الآن الاقدام على تدابير إصلاحية مختلفة عن تلك الخاصة بالحكومة السابقة بحسب فاروفاكيس . ومن المفترض أن يجري فحص لهذه القائمة من جانب مؤسسات "الترويكا" الثلاثة. وفي حالة الموافقة سيجري تمديد برنامج المساعدة لليونان حتى نهاية يونيو المقبل، علما أن البرنامج كان من المفترض أن ينتهي في ال 28 من الشهر الجاري. لذلك سيتحتم على حزبي سيريزا و أنيل، شريكي الائتلاف الحاكم في أثينا أن يتخليا عن عدد من وعودهم الانتخابية. ولقد رأى رئيس الوزراء اليوناني تسيبراس في الاتفاق انتصارا رمزيا، حيث قال إن بلاده "كسبت معركة لكنها لم تكسب الحرب" مؤكدا على أن بلاده تواجه تحديات صعبة كي تخرج من أزمتها.