«الضو فابور والما فابور..». سر لم يعد يخفيه العديد من المرحلين إلى مشروع الهراويين المخصص لإعادة إسكان قاطني دور الصفيح بالحي المحمدي عين السبع بالدار البيضاء. فهذه المجانية في الإستفادة من الكهرباء والماء الشروب، التي يحلم بها كل الفقراء وذوي الدخل المحدود في زمن غلاء المعيشة، ليست وضعا تفضيليا، جاد به كرم الجهات المسؤولة على المرحلين من كاريان سنطرال، وإنما صورة صارخة لترامي العشرات من الأسرة، التي استقرت في الشهور الأخيرة بمساكنهم الحديثة البناء على القنوات الرئيسية للماء والكهرباء، بعد أن تعذر عليها لأسباب نقنية وإدارية الإستفادة بشكل قانوني من الربط عبر عدادات من «الضو والما». المشهد الذي لم تعد تخطئه أعين العابرين لأزقة مشروع الهراويين، سواء من عموم المواطنين أو من السلطات المحلية، هو الربط العشوائي للعديد من المنازل بشبكة الماء عبر تركيب خراطيم بلاستيكية في القناة الرئيسية القريبة من باب المسكن، ومد أسلاك كهربائية مباشرة في مزود أعمدة الإنارة، حيث أصبحت العشرات من الأسر تستفيد من حاجياتها اليومية بدون خضوع استهلاكها للماء والكهرباء لأي مراقبة من المكتب الوطني للكهرباء أو شركة ليديك. هؤلاء المترامون على خدمات الماء والكهرباء. هم في حقيقة الأمر نسبة كبيرة من المستفيدين من بقع أرضية بمشروع الهراويين. الذين اضطروا في غياب التمويل الذاتي أو قروض بنكية، إلى عقد شراكة مع «مالين الشكارة»،من أجل بناء مساكنهم، حيث لجأوا إلى «بيوت لكرا» بعد تهديم براريكهم في انتظار الانتقال إلى شققهم الجديدة، غير أن ما يسميه بعض المتضررين ب«العشوائية والفوضى» في تجهير الوعاء العقاري لهذا المشروع السكني، التي يحملون فيها المسؤولية لمؤسسة العمران والسلطات المحلية، حرمهم تحت طائلة عدم توفرهم على رخصة السكن من الاستفادة من «الضو والما»، وبالتالي حال هذا العائق الإداري دون تحقيق حلمهم بالاستقرار تحت سقف سكن مخالف لوضعهم السابق بدور الصفيح، غير أن كابوس «الظلمة والعطش»، الذي ظل يطاردهم، دفعهم إلي البحث عن مخرج مؤقت للإستفادة بأي شكل من الأشكال من نعمة النور والارتواء «حتى يدير الله شي تاويل..» على حد تعبير بعضهم.