لأن عملها مميز في تقنيات تدخله وتحركات العناصر المنتمية لها، كانت موضوع تغطيات إعلامية متلفزة أو مكتوبة. هي فرقة دخل عملها حيز التنفيذ، في إطار مقاربة أمنية حديثة، تقطع مع المفهوم القديم وتتغيى تحقيق أهداف سريعة ومحددة، وفق مفهوم «السرعة في النجدة»، و«تأمين التغطية الأمنية الشاملة»، ضمن استراتيجية «القرب الأمني». حظي عملها في غير ما مرة ب «الرضى»، ونال عناصرها التنويه، سواء على عهد رئاستها السابقة، أو الحالية، التي تربع على كرسيها شبان طموحون. إنها «الفرقة السياحية لأمن منطقة أنفا»، التي تخضع لها فرقة الصقور.. ويومنا كان معها في تحركات عرفت التوفيق في التدخل، سعيا للنجدة، ومحاربة لمظاهر الانحراف والتسيب.. «من أصغر مخالفة، إلى أكبر جريمة»، هذا هو الإطار الذي تتحرك في مضماره الفرقة السياحية لمنطقة أمن أنفا، التي تخضع لها فرقة الدارجين، التي تَرسم في أذهان الكثيرين بحكم العرف وصفها بمصلح «الصقور». هي «صقور» من طينة خاصة. لا تحلق عاليا، وتكتفي بالتحرك عبر ربوع الشوارع والأزقة. مهمتها الأساسية، تحقيق الأمن العمومي، وغايتها بث الإحساس لدى المواطنين في مجال تحركها، بالطمأنينة واستتباب الأمن. ثلاث مجموعات هي هيكلة فرقة «الصقور» بأمن منطقة أنفا. وهي «الفرقة الوحيدة» التي تعمل بنظام الفرق الثلاث. اثنتان تتناوبان على المهام الموكولة لعناصر الفرقة طيلة فترات اليوم، هي المجموعة الأولى والثانية. أما المجموعة الثالثة فيتحدد عملها في الفترة الليلية. وبهذه المجموعة الأخيرة تحقق صقور منطقة أنفا بالفرقة السياحية الاستثناء، لأن غيرها من الفرق بمناطق أمنية مجاورة لا تعمل بنظام المجموعة الليلية، تنتمي بدورها لمدينة الدارالبيضاء. عمل مكثف للفرقة السياحية وصقورها، ينطلق من أحياء: بوركون، المدينة القديمة، وسط المدينة، درب بنجدية، درب عمر ومركزه التجاري الكثيف الحركة، ومنطقة الأحباس ومزاراتها التراثية والسياحية، كما يشمل عمل الفرقة كورنيش البيضاء، الممتد من مسجد الحسن الثاني إلى غاية شاطئ سيدي عبد الرحمان. امتداد جغرافي فسيح، يقوم صقور أمن أنفا بتمشيط، بعد أن غدا كل فرد من الفرقة يحتفظ في ذاكرته الخاصة، ببنك معلومات تجعل تحركاته تتجه صوب الهدف رأسا، فلا تخطئ في الوصول إلى «مهددي الأمن العام» من المنحرفين. في مرافقة الجريدة لعناصر فرقة الصقور، كان اللقاء مع الضابط الممتاز «عبد الله منضوري»، والضابط «علي المكروم» اللذين رافقانا في رحلة لنقل أجواء سير عمل «صقور من طينة خاصة». بعد جلسة تمهيد مع العميد رئيس الفرقة السياحية للتعريف بها وبمهامها، ومجالات اشتغالها. لم تمتلك «الصقور الأمنية» أجنحة لترفرف بها، للانقضاض على الجناة، لكنها امتلكت ما يصفه رئيس الفرقة ب «الفضول الإيجابي»، الذي لا يكتفي بانتظار ورود الشكاية للتدخل، وإنما يجعل صاحب هذا «الفضول الإيجابي» يبادر في عملية استباقية، لإيقاف المشتبه بهم من الجناة قبل تنفيذ جرائمهم، أو مباغتة الجاني فور التنفيذ عند التواجد المستمر للفرقة بالشارع العام، تنفيذا لهدف يضعه «الصقر» نصب عينيه، مفاده أن «أمن المواطن هو المنطلق وهو الهدف». المؤهلات الفيزيولوجية سبب الانتقاء.. بعناية يتم انتقاء أفراد الأمن المنتمين إلى الفرقة السياحية. ومصطلح «السياحية» يرد في مجال تدخل الفرقة هنا، بالعاصمة الاقتصادية، لاحتضانها بعض المواقع الأثرية والتراثية، والمعالم العمرانية، من قبيل «مسجد الحسن الثاني»، وحي الأحباس. كما أنها تستقطب فئة عريضة من الوافدين عليها ضمن سياحة المال والأعمال، واللقاءات الاقتصادية. هي مهمة أنيط تأطير المشاركين في أطوارها، بفرقة الدراجين الصقور، الذين يعتبرون عصب الفرقة السياحية، وهي تتولى التأطير الأمني للسياح ومواكبة تحركاتهم دون أن يشكلوا قيدا في تحركات ضويف البلاد. مهمة تضطلع بها الفرقة إلى جانب أجهزة أمنية أخرى تشارك بدورها في هذه العملية. عناصر الفرقة السياحية وصقورها، في الغالب الأعم، من الشبان، الذين صرح رئيس فرقتهم العميد «عبد الحميد عصيم»، أن انتقاءهم يتم بناء على المؤهلات البدنية والرياضية التي يتوفرون عليها. فعديد هم عناصر الفرقة السياحية الذين يحملون شهادات مختلفة في رياضة فنون الحرب، من «الكونغ فو» إلى «الكراطي» وغيرها من الأنواع الرياضية، كما أن فئة منهم تستهويها رياضة كمال الأجسام التي احترفتها فكانت المؤهل للانتقاء.. شبان بقامات طويلة في الغالب، يخضعون لتداريب مكثفة على تقنيات التدخل الأمني عبر الدراجات النارية. وهي التداريب التي تتلو عملية الانتقاء، ويتابعها من وقع عليهم الاختيار بالمعهد الملكي للشرطة بمدينة القنيطرة. مهام متعددة إن سألت عناصر الفرقة السياحية عن مجالات تدخلهم، قد لا تظفر بجواب يحيل على مجال محدد، لأن عمل الفرقة يشمل السهر على استتباب «الأمن العام» بمفهومه الشامل. يتشعب عمل «الصقور» باختلاف المواقف والمواقع التي يجدون أنفسهم فيها. فمن المشاركة في تأمين حركة السير والجولان، وتيسيرها لتغدو عملية تتم بانسياب في ظل العرقلة التي خلفتها أشغال «الترامواي» في الكثير من المدارات والشوارع الكبرى بمدينة الدارالبيضاء. إلى التدخل لإيقاف بعض مهددي سلامة الأشخاص وممتلكاتهم، وصولا إلى تأمين التغطية الأمنية في المناسبات العامة، والتظاهرات الكبرى المتجسدة في مرافقة المشاركين في الوقفات والمظاهرات، وتأطير جماهير الحفلات الفنية أو المقابلات الرياضية. والمساهمة في تحقيق الصحة العامة، عند المشاركة في ضبط وحجز المواد الاستهلاكية الفاسدة، من قبيل مشاركة «الصقور» في الحملة التي قادتها الفرقة الولائية الجنائية، بأسواق محددة بمنطقة درب غلف، الألفة والحي الحسني، عرفت بأنها مراتع للذبيحة السرية. هي مهام تتغير وتتبدل، بحسب كل ما يطرأ حول عناصر الفرقة، أو ما يصل إلى علمهم، اعتمادا على وسائل الاتصال اللاسلكية، التي تبقى ضرورة أساسية، في التواصل بين عناصر الفرقة فيما بينهم، أو تواصلهم مع رؤسائهم، وقادة فرقهم من الضباط، وتواصلهم مع قاعة المواصلات المركزية بولاية الأمن، التي يلتقطون إشاراتها والنداءات الصادرة عنها، لتأمين تدخل أو الإسراع لنجدة. باكورة الأعمال نداء استغاثة دوى، فكانت الاستجابة التي لم تعرف طريقا إلى التأخير. جولة صباحية قادت إلى إيقاف متلبس بالسرقة بالخطف. عملية نوعية، تتكرر في بعض أزقة وشوارع مدينة البيضاء، فيجد مقترفها الطريق سالكة للفرار، بعد أن ينفذ بجلده، مزهوا بما غنمته يداه بسرعة البرق، في اعتداء، لا يدرك منفذه عواقبه على سلامة وصحة ضحيته. كل همه أن يغنم ما يستحوذ عليه بالغصب، حتى وإن ترك ضحيته يصارع أو تصارع الموت أحيانا في اعتداءات سمتها الجبن، وميزتها الغدر في التنفيذ. على متن دراجة نارية من نوع «بيجو 103»، كان يتحرك الجاني. تربص بضحيته. خطط ودبر، ثم أتى إلى التنفيذ، على متن دراجة نارية معدلة المحرك. وسيلة جديدة ومبتكرة، يلجأ لها بعض الجناة من محترفي السرقة بالخطف أو النشل، يستعينون فيها بخبرات مصلحي الدراجات، لتعديل المحرك. غايتهم الأولى الرفع من سرعته، ليس سعيا للوصول إلى مقرات العمل في أسرع وقت، ولا لتنفيذ طلبيات متأخرة لا تحتمل التأجيل في مهام وفرص للكسب المشروع/الحلال. هي وسيلة لمضاعفة قوة المحرك، للفرار بعيدا بعد سلب الضحايا ممتلكاته. ضحية السارق المحترف الذي منعت فراره عناصر الصقور بالمنطقة الأمنية أنفا عندما كانت عقارب الساعة تقترب من منتصف أول يوم من هذا الأسبوع، سيدة كانت تسير في أمان إلى أن باغتها الجاني. مد يده صوب عنقها، أمسك سلسلة ذهبية كانت تزين جِيدَها، فَأَكْبَرَ فيها الجاني أن تظل ترصع ذلك العنق. بسرعة واحتراف نزع السلسلة، ليضغط على محرك الدراجة النارية، محاولا الابتعاد. لكن سوء طالعه، فوت عليه التمتع بغنيمته، والتصرف فيها. كان نداء الاستغاثة سريعا، فوجد الاستجابة من عنصري الصقور، اللذين تحركا خلفه. لم تنفع السارق مهارته في قيادة الدراجة، ولا أفاده محركها المعدل في الابتعاد والفرار من قبضة الأمن. فبعد لحظات من تنفيذ سرقته، وجد يديه مكبلتين بأصفاد «الصقور» الأمنية لمنطقة أنفا، واقفا يتأمل مصيرا قاد نفسه إليه طوعا، عندما هدد سلامة وأمن سيدة كانت تسير بشارع «محمد المكناسي» بحي بوركون. غير أن تحركا سريعا للصقور، شدد الخناق عليه، ليقف مهزوما في صباح أول أيام هذا الأسبوع. لم يكن الموقوف شخصا غريبا عن السجلات الأمنية، فهو سارق محترف، أثبتت التحريات الأمنية الأولية، أنه موضوع مذكرة بحث من منطقة أمنية بيضاوية أخرى. نَوَّعَ المتهم من مجالات تحركاته الانحرافية، التي تتوسل بالسرقة للكسب، غير أن نهايته وضعها «صقران» من أمن أنفا عندما وسع الجاني من جغرافيا اعتداءاته. بمكان إيقافه ربط عنصرا الصقور الاتصال بولاية أمن البيضاء لتنقيطه، فكانت النتيجة أن الموقوف مبحوث عنه من طرف الشرطة القضائية لأمن ابن مسيك. والتهمة دائما السرقة. لم يغنم السلسلة التي نزعها قسرا من عنق صاحبتها، ولكن غنم في المقابل سلسلة من حجم أكبر وسمك أقوى، وضعها صقر في يده، واضعا حدا لاعتداءاته التي كان ينوع فضاداتها. صيد ما بعد المنتصف... تواصلت الجولة التي رافقت جريدة «الأحداث المغربية» فيها صقور أنفا. لم تتوقف المكالمات والاتصالات اللاسلكية. برقيات مختلفة، واتصالات متوالية، تسأل عن مواقع أفراد المجموعة، وتحدد المهام. ترسل التعليمات حينا، وتشير إلى نقط محددة للتدخل أحيانا أخرى. تحركت سيارة الفرقة التي أقلتنا في جولة بربوع نفوذ صقور أنفا. جولة اعتيادية، تتحرك وفق مسارات تختلف باختلاف طبيعة النداء. تتفقد مواقع أفراد المجموعة، وتحث على التنقل إلى أماكن نداءات الاستغاثة. كانت سيارة الفرقة، التي حملت رئيس المجموعة برتبة ضابط ممتاز، وضابطا ينوب عنه في مهامه، تسير بشارع مولاي يوسف، عندما استوقفها مشهد إيقاف عنصرين من الصقور لراكبي دراجات نارية. مهمة روتينية تدخل في صميم المهام التي يضطلع بها عناصر الفرقة، من أجل التأكد من هوية بعض المشتبه بهم، ومدى استيفائهم لوثائق وسيلة النقل التي يستقلونها. في نقطة محددة، التقى فيها شارع مولاي يوسف مع زنقة موسى بن نصير، كان الصيد، الذي وصفناه ب «صيد ما بعد المنتصف». شاب أسمر السحنة يمتطي دراجة نارية من صنف «سكوتر»، كان يرتدي قميصا صيفيا خفيفا، أبيض اللون، تخالطه بعض الرسوم القليلة، وسروالا لبذلة رياضية. لم يضع على رأسه خوذة واقية، لكنه وضع على عنقه حقيبة صغيرة، سوداء اللون، جمع بها بعض أغراضه الشخصية. راودت الشكوك عنصرا الأمن، فكان سبب إيقافه، الاشتباه به أولا، ولداعي التأكد من سلامة وثائقه، ومدى مطابقتها للشروط القانونية، ثانيا. هو الحدس الذي قاد عنصرا الفرقة للتحرك صوب ممتطي الدراجة النارية. ولكنه الحدس الذي لم يخطئ. بعبارات الرفض نطق راكب الدراجة، متسائلا عن سبب إيقافه، وبلغة الاحتجاج حاول الامتناع عن الامتثال لتفتيش الدراجة، وحقيبته الصغيرة. أصرت عناصر الصقور، مدعومة بضابطين من الفرقة على استكمال مهمة تفتيش الشخص الموقوف، فكانت المفاجأة التي جعلت لتدخل الصقور داع. فتح الضابط الذي آزر عنصري الصقور في هذا التدخل الحقيبة، فاكتشف بها عدة “البلية” التي لم تكن غير “السبسي”، ذلك القضيب الخشبي لتدخين “الكيف”. بعناية وضعه حامله في غشاء جلدي أسود يحفظه، كما يحفظ كل حامل ثمين أشياءه. وفي لفافة من البلاستيك الشفاف الأصفر، وضع مسحوق “الكيف” المقصوص بعناية. لم تكن هذه فقط حصيلة المحجوزات التي ظفرت بها عناصر الصقور، في عملية تفتيش انطلقت روتينية، لكنها انتهت بوضع اليد على عينة من الممنوعات كان محمولة على صهوة «جواد ناري»، انطلق راكبه من أحد الأحياء البيضاوية القريبة من المركز، لكن نهاية جولته متأبطا وسائل البلية، كانت بعد منتصف يوم الاثنين، على يد “صقرين”، لم يخب ظنهما عند إيقاف ممتطي “السكوتر”. داخل قارورة دواء صغيرة بلون بني غامق، وغطاء أخضر، كان اكتشاف الصقور، لأقراص دواء، لكنه دواء من طينة خاصة، زاغت طرق استعماله بغير الوصفات الطبية ليغدو مخدرا يروج في أوساط المدمنين بأثمنة تضاعف أثمنته الحقيقية. أقراص الدواء غدت في حالات الانحراف من مستلزمات “البلية” المؤدية إلى الإدمان. حبات دواء بيضاء صغيرة، لكنها “مهلوسة”. لا توصف إلا للمرضى، وفق وصفات طبية، غير أن الشخص الذي أوقفته عناصر الصقور، لم يدل بما يفيد أن الأقراص التي يتحوزها دواء يتناوله بتشخيص طبي لحالته. هي دواء، ادعى أنه يتناوله لمساعدته على النوم. لكنه ادعاء لم ينطل على عناصر الصقور، التي فطنت أن الشخص الموقوف، مدمن على تناول المخدرات، أو أنه مروج لها في نفس الآن. وهو الأمر الذي لم يكن لها أن تجزم به، لأن التحقيق وحده، يمكن أن يكشف حقيقة الأمر في حالة موقوف شارع مولاي يوسف. أمر واحد تأكد للصقور، أن الشخص الموقوف من ذوي السوابق المتعددة، لأن صحيفة سوابقه مُسَوَّدَةٌ بمتابعات ثابتة في حقه، قضى إثرها مددا حبسية مختلفة. عملية تأتت لعناصر الشرطة معرفتها بعين المكان، وقبل نقل الموقوف إلى مقر ولاية الأمن بشارع الزرقطوني، عندما ربطوا الاتصال بالإدارة، لتنقيطه على الناظم الآلي، بناء على البيانات الشخصية للموقوف، فكان تأكيد الشكوك. لم يكن الشاب الموقوف، حاملا لعينة من الممنوعات فقط، وإنما كشفت صحيفته سوابق في الترويج. ولعل التحقيق يثبت ما ظل متواريا في سيرة موقوف، كان الاشتباه فيه، مدعاة لتفتيشه في عملية روتينية، ينفذ صقور المنطقة الأمنية بأنفا العشرات مثلها كل يوم تحقيقا للأمن العام، الذي يتكلف به أفرادها، في حلهم وترحالهم بين أزقة وشوارع النفوذ الترابي للمنطقة الأمنية التي يتبعون لنفوذها. عند كل عملية إيقاف أو تدخل يتم ربط الاتصال بقاعة المواصلات أو بمصالح الأمن المعنية، لتتم إحالة الموقوفين من المتهمين، على الدوائر الأمنية حينا، أو صوب مصلحة الشرطة القضائية لأمن أنفا أحيانا أخرى. هي عملية استمرار ومداومة تمارسها الفرقة السياحية وفرقة الصقور بالمنطقة الأمنية أنفا، لتحقيق الأمن العمومي بمختلف المجالات التي تخضع لنفوذ الفرقة. ليتوالى تحركها ومعه تتوالى الأحداث المثيرة. حكايات عديدة ترد على ألسن عناصر الصقور أو رؤسائهم، تكتسي طابعا الغرابة أحيانا، وتلبس لبوس الطرافة أو الخطورة أحيانا أخرى. عملية سابقة في تفتيش روتيني كشف الصقر هاتفا محمولا خبأه موقوف في مؤخرته، ليداريه بعد أن نزعه من عاملة بالحي الصناعي عين السبع. لم تدل الضحية بشكاية بخصوص سلبها هاتفها المحمول، لكن عناصر الصقور اتصلوا بها قبل زوال نفس اليوم الذي سرق فيه هاتفها بعد ضبطه لدى مشتبه به تم إيقافه في عملية روتينية. هي حالة من حالات متعددة ومتوالية، يؤكد رئيس الفرقة السياحية على أن كل ضحية ينبغي ألا يتوانى في تقديم شكاية حال تعرضه للسرقة أو الاعتداء بدون تأخير أو تردد. لأن مثل هذه العمليات هي التي تساعد على تكوين «بنك معلومات» شامل ومتكامل عن مجال تحرك بعض المنحرفين، والنقط السوداء التي تتوالى فيها الاعتداءات التي تهدد سلامة وأمن المواطنين. بعد جولة مع عناصر صقور الفرقة السياحية، والإطلاع على مهامها في الشارع العام كانت العودة، إلى مقر ولاية أمن الدارالبيضاء، حيث البناية الضخمة القابعة واجهتها الرئيسية بشارع الشهيد «محمد الزرقطوني»،. عند الولوج إلى مقر الولاية كانت مجموعة أخرى من عناصر الصقور الأمنية تستعد لمغادرتها بعد تلقي التعليمات من الضباط المشرفين على الفرقة، في مهام تنطلق من الشارع وتتحرك في مضماره، تجوبه تحقيقا للأمن العام وسلامة المواطن الذي يبقى كما يؤكد على ذلك جميع المنتمين للفرقة هو «المنطلق والهدف».