منذ أن خرج الناطق الرسمي باسم الخارجية الفرنسية ليعلن عن تأجيل زيارة وزير الخارجية المغربي إلى باريس التي كانت مرتقبة يوم الجمعة، التزم الجانب المغربي الصمت إلى غاية أول أمس الخميس. وزيرا الخارجية والاتصال تحدثا دفعة واحدة في الموضوع، وكلمة واحدة كانت مفتاح تصريحيهما هي «الاحترام». وزير الخارجية صلاح الدين مزوار قال أول أمس إن «فرنسا شكلت على الدوام شريكا مهما للمغرب، ولكن لابد من القول إن المغرب يربط علاقات مبنية على الاحترام والمسؤولية مع جميع شركائه، المغرب لا يتنكر لشركائه التاريخيين بل يبقى مرتبطا بجميع شركائه، لكن المملكة تتقدم في إطار تنويع شراكاتها وهذا أمر طبيعي في خضم عالم معولم ولكنه يعاني». وأضاف مزوار في معرض حديثه عن العلاقات الفرنسية المغربية «ما نعيشه اليوم في إطار علاقاتنا مع هذا البلد الصديق يتعلق بالحاجة الماسة إلى الاحترام المتبادل وإلى احترام مؤسساتنا وأجهزتنا نحن بصدد حوار يتقدم ولكننا نعي جيدا أن هناك من يبحث عن زعزعة هذه العلاقة». كلمة الاحترام ستتكرر أيضا في تصريح وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة مصطفى الخلفي الذي أكد أن تأجيل الزيارة التي كان من المقرر أن يجريها وزير الشؤون الخارجية والتعاون صلاح الدين مزوار خلال الأسبوع الجاري إلى باريس، «جاء من أجل إعطاء مزيد من الوقت لإيجاد حل للقضايا المثارة بين البلدين». وقال الخلفي خلال ندوة صحفية عقب اجتماع مجلس الحكومة برئاسة عبد الإله ابن كيران رئيس الحكومة، إن «ما نحرص عليه هو العمل على إعادة تأطير العلاقات بما يخدم المصالح المشتركة» للمغرب وفرنسا التي تعد «بلدا صديقا وشريكا مهما للمملكة». ونفى الخلفي في المقابل ما يروج من أخبار حول طلب المملكة منح حصانة للمسؤولين المغاربة في إطار العلاقات مع فرنسا. وقال «أنفي نفيا كليا أن يكون المغرب قد طلب حصانة لمسؤوليه، ولم يسبق له ان أثار هذا الموضوع»، معتبرا أن إثارة هذا الموضوع «أمرا مسيئا لبلادنا». وجدد الخلفي التأكيد على أن ما ندعو إليه في إطار العلاقات مع فرنسا، ولاسيما ما يتعلق بالتعاون القضائي، هو «احترام قضاء بلادنا»، مبرزا ضرورة الاشتغال «في إطار ما يجسد هذا التوجه، ويكرس الاحترام المتبادل بين البلدين». وكان مزوار أعلن يوم الاثنين المنصرم أنه يعتزم التوجه إلى باريس للالتقاء بنظيره الفرنسي لوران فابيوس، موضحا أن هذه الزيارة ستشكل مناسبة «للوقوف على مختلف أوجه تعاوننا الثنائي، وذلك في السياق الخاص والأليم الذي تجتازه فرنسا». وأضاف مزوار أن هذه الزيارة تعكس «الإرادة الراسخة والصادقة للمملكة المغربية لتجاوز كافة العوائق التي يمكن أن تعرقل التعاون التام بين البلدين، وذلك بشكل نهائي ودائم».