يوما واحدا على إعلان وزير الخارجية المغربي، صلاح الدين مزوار، عزمه القيام بزيارة إلى العاصمة الفرنسية باريس، للقاء نظيره الفرنسي «لوران فابيوس»، وهي الزيارة التي كانت مقررة بعد غد الجمعة، وتهدف إلى رأب الصدع وتجاوز الخلافات التي أدت إلى أزمة دبلوماسية بين البلدين استمرت طيلة أزيد من سنة، تحدثت أنباء، أمس الأربعاء، عن تأجيل الزيارة دون أن تكشف أي جهة رسمية الأسباب، لكن جريدة «لوفيغارو» الفرنسية قالت إن الأمر يتعلق بتأجيلها إلى موعد لاحق بسبب عدم نضوج الشروط التي ستمكن من إنهاء الأزمة، ولم تتمكن «المساء» من الحصول على معطيات بهذا الخصوص من مسؤولي وزارة الخارجية، ولا من مسؤولي سفارة فرنسابالرباط. وفي حين لم يصدر أي بلاغ عن وزارة الخارجية المغربية أو نظيرتها الفرنسية، كشفت مصادر قريبة من الملف أن سبب التأجيل يعود إلى عدم قبول الطرف الفرنسي الشرط الذي وضعه المغرب من أجل إنهاء الأزمة، ويتعلق بالحصول على حصانة لمسؤوليه من الملاحقة القضائية في فرنسا كشرط لاستئناف العمل باتفاقيات التعاون الأمني والقضائي مع باريس. الذي جمده المغرب منذ 20 فبراير الماضي، حينما أقدمت الشرطة الفرنسية على استدعاء عبد اللطيف الحموشي مدير المخابرات المغربية الداخلية، من مقر إقامة السفير المغربي في باريس، خلال زيارة رسمية، ليمثل أمام القضاء إثر شكاية تتهمه بالتعذيب، وهي الخطوة التي وصفتها الخارجية المغربية بأنها «مسطرة فجة ومنافية لقواعد الدبلوماسية المعمول بها». وقالت المصادر ذاتها إن الشرط الذي وضعه المسؤولون المغاربة هو شرط تعجيزي، لأن الأمر يدخل ضمن اختصاص القضاء، ولا يمكن بحال من الأحوال أن تفرض الحكومة الفرنسية إجراء مماثلا من منطلق استقلالية القضاء الفرنسي. وعاد ملف تسوية الخلاف بين الرباطوباريس إلى الواجهة، بعد الأحداث الإرهابية الأخيرة التي شهدتها باريس، والتي راح ضحيتها 17 شخصا قبل أسبوعين، وهو ما فرض على باريس البحث عن إمكانية إعادة التعاون الأمني والقضائي مع المغرب، الذي وصفه أكثر من مسؤول حكومي بأنه شريك متميز، وهو ما عبر عنه لوران فابيوس، وزير الخارجية الفرنسي أمام مجلس الشيوخ الفرنسي، الأسبوع الماضي، بالقول: «التعاون القضائي والشرطي ليس خيارا.. بل التزاما، ومن أجل إيجاد حل يعيد العلاقات التي ما كان لها أن تنقطع أبدا مع المغرب». وكان فابيوس أعلن عن نيته زيارة المغرب لبحث المشاكل العالقة مع الرباط، قبل أن يصدر تصريح نقلته وكالة الأنباء المغربية عن مزوار، يتحدث فيه عن زيارته إلى باريس للغرض نفسه. وفي تصريح صادر عنه أمس الأربعاء، أكد روماو نادال، الناطق الرسمي باسم الخارجية الفرنسية خبر تأجيل الزيارة المقررة لمزوار، وقال في تصريحات صحافية إن الخارجية الفرنسية تبحث مع المسؤولين المغاربة موعدا جديدا للزيارة، مضيفا أن مزوار مرحب به في فرنسا».