بيروت, 23-12-2014 (أ ف ب) - شغلت بطولة "السوبر ليغ" الهندية لكرة القدم وسط الاستثمارات الرياضية على رغم اقتصار جولاتها على شهرين (12 اكتوبر حتى 20 دجنبر), ما يشكل مؤشرا لنتائج واعدة على المدى الطويل وفق استراتيجية لاكسابها شعبية استنادا الى ثالوث "المال والكريكيت وبوليوود". لذا, لا عجب ان يطلق على هذه البطولة اسم "بوليفوت" على وزن "بوليوود", وعمادها 8 فرق تستعين بنجوم دوليين على مشارف الاعتزال, علما بان الهند تحتل الموقع ال`159 في التصنيف العالمي بين 209 بلدان. لكن بحسب رئيس الاتحاد الدولي "فيفا" السويسري جوزف بلاتر, فان كرة القدم الهندية "تنهض وسوقها مشرقة". وينطلق مسوقو البطولة وفق صيغة "السوبر ليغ" من ضرورة ايجاد رياضة تستقطب الاهتمام الى جانب الكريكيت في بلد ال`25ر1 مليار نسمة. ويوردون ارقاما واحصاءات تظهر التطور في عدد المتابعين والمشاهدين مباراة بعد اخرى, انطلاقا من الاهتمام الذي يوليه الهنود لمباريات كأس العالم ودوري ابطال اوروبا, وال`"بريميير ليغ" الانكليزية اذ يفوق مثيله في انكلترا نفسها. وتفيد دراسات ان كرة القدم تتمتع بشعبية في المدن الهندية الكبرى حيث يملك السكان القدرة على اقتناء اجهزة لاقطة واخرى تفك الفنوات المشفرة. واستغلت مجموعات صناعية بتروكيماوية وشركات اتصالات وتوزيع الواقع المستجد, فابرمت عقدا مع الشركة الاميركية للتسويق الرياضي ةحا يمتد حتى 2029 لتنظيم بطولة السوبر ليغ الهندية على مدى شهرين, على ان تمنح اتحاد كرة القدم 90 مليون يورو. من المؤكد ان صورة كرة القدم في الهند مختلفة عما كانت عليه في بداية القرن ال`,20 وقتذاك وفي خضم حركات التحرر, كان الهنود يتدربون في مدينة كالكوتا ليظهروا ان في مقدورهم التغلب على البريطانيين في لعبتهم المفضلة. وقد حققوا ذلك حفاة عام 1911. لكن وفق "المعادلة السحرية" الحالية, تنشط الاستثمارات في تأهيل الملاعب وشبكة الانارة والتجهيزات, لضمان النقل التلفزيوني للمباريات وفق معايير ترضي المعلنين, كما يوضح ليلادهار سينغ مسؤول التواصل في "السوبر ليغ" الهندية. وتنفق ثروات على استقدام نجوم على عتبة الاعتزال لإكساب هذه البطولة وزنا, مثل الفرنسيين نيكولا انيلكا وروبير بيريس والايطالي اليساندرو دل بييرو ومواطنه ماركو ماتيراتزي. ودخل نجوم الكريكيت وبوليوود, امثال ساشين تندولكار وجون ابراهام وابهيسهك باششان, على خط المساهمة في امتلاك غالبية الاندية الثمانية التي تخوض السوبر ليغ, لاسيما ان مجرد حضورهم يضمن امتلاء المدرجات بالمتفرجين والتغطية الاعلامية المناسبة. وتفرض الانظمة على الاندية اشراك خمسة لاعبين هنودا في كل مباراة, اما النجوم الاجانب فيتم انتقاؤهم في مستهل الموسم على طريقة الدوري الاميركي للمحترفين بكرة السلة, ومن لائحة تضم 49 لاعبا. عموما, اطلق السوبر ليغ في فترة ملائمة مناخيا, يمكن فيها اجراء المباريات من دون التأثر بالرطوبة الزائدة والامطار الموسمية. ويسبق البطولة شهر واحد للتحضير, ما يقلل من فرص الانسجام والتأقلم الميداني بين اللاعبين. وتخوض الفرق مباراة كل 3 او 4 ايام, ما يؤدي الى ارهاق كبير. وتسعى الفرق الناشطة الى توأمة مع اندية خارجية كبرى, على غرار دينامو دلهي الذي تملكه شركة لشبكات الكايبل. وقد وقع اتفاقية مع فيينورد روتردام الهولندي. كما تطلق اكديميات تحمل اسم الاندية العريقة ومن انشطتها اقامة حفلات اعياد الميلاد للاعبين الصغار, والتركيز على جوانب تربوية في صقل الشحصية, واشراك الاهل في منظومة علاقتها من خلال مواكبتهم لابنائهم في حصص التدريب. والترويج للمباريات يوفر للمتفرجين محفزات, منها ادوات الزينة واعلام وقسائم ل`"بوفيه" مفتوح خلال فترة الاستراحة ما بين الشوطين. ويلاحظ التفاعل الكبير والاقبال على التقاط الصور والتشجيع حتى للفريق الخصم والتصفيق له عندما يسجل اهدافا. ويرى محللون ان كرة القدم تتفوق على الكريكيت من ناحية مدة المباراة وقوامها 90 دقيقة, في مقابل ساعات او حتى ايام كاملة للرياضة "القومية" في الهند . اي انها لعبة تتوافق مع الحياة العصرية وايقاعها السريع, وهذا ما بات الناس يفضلونه. في المقابل, يؤكد ارونافا تشودري مدير نادي مومباي ان هذه البطولة ستستمر وتتطور. ويضيف: "صحيح ان تحقيق الارباح يلزمه سنوات, لكن الدلائل واعدة", نظرا لاقبال معلنين من شركات ومصنعي دراجات نارية وسيارات والبسة رياضية, والتركيز منذ البداية على الجانب العائلي في التسويق, لذا برمجت المباريات عند السابعة مساء. لكن السوبر ليغ الهندية تعاني من ندرة المعلقين الجيدين على المباريات ومقدمي الفقرات في الملاعب, خصوصا ان التعليق الجيد يجذب المشاهدين عبر الشاشة الصغيرة. كما ان صحافيين يكتبون اسماء اللاعبين خطأ او كما يلفظونها, فيتحول مثلا روبير بيريس الى روبير بينس. كما يلفظون اسم راوول غارسيا "راهول", كما هم معتادون. وهم اسم رائج في الهند ويحمله زعيم حزب المؤتمر راهول غاندي.