رغم أن رياضة الكريكيت تعتبر الرياضة الشعبية الأولى في الهند, إلا أن جميع مباريات المونديال سيتم بثها عبر شبكتي (إي إس بي إن و ستار سبورت) العالميتين, حيث يتوقع أن يتابع الحدث أزيد من 140 مليون مشاهد. ولا يقتصر الأمر على حقوق بث المباريات, بل إن الشركات الهندية العملاقة ارتأت ألا تفوت هذا الحدث لجني مكاسب هائلة حيث تسابقت للحصول على مساحات إعلانية قبل وبعد المباريات, إيمانا منها بالمستقبل الواعد لهذه الرياضة في بلد يزيد عدد سكانه على المليار ومائتي مليون نسمة. وأعلنت في هذا الصدد شركتا (فودافون إيسار و بهارتي إيرتيل), الرائدتان في مجال الاتصالات في الهند ، عن تخصيص غلاف مالي لكل منهما, يصل إلى5 ر2 مليون دولار لرعاية المباريات التي ستنقلها القناتان. كما أعلنت (فودافون إيسار) أنها رصدت ميزانية تتراوح ما بين25 و35 مليون دولار لنقل جميع التظاهرات الرياضية القادمة التي تنظمها الفيفا. وحسب مسح أجراه مكتب تام للأبحاث في وسائل الإعلام, فإن كرة القدم أضحت ثاني رياضة بعد الكريكيت من حيث استقطاب الإعلانات. ومنذ عام2003 ، تضاعف حجم الإعلانات الراعية للتظاهرات الكروية مرتين فيما زاد عدد الشركات الراعية لهذه المناسبات ثلاث مرات. وهكذا بدأت الشركات الهندية تنظر إلى لعبة كرة القدم كسوق مربحة رغم أن سعر الإعلان زاد بنسبة 50 في المائة منذ نهائيات كأس العالم الأخيرة التي أقيمت في ألمانيا. ووفق استقراء أنجزته إحدى المؤسسات الاستشارية, فإن كرة القدم أضحت تحظى بثالث نسبة مشاهدة على شاشة التلفزة في الهند بعد الكريكيت والمصارعة, ب96 مليون مشاهد شهريا. وقد وجد جنون الكرة في الهند صداه لدى الاتحاد الآسيوي لكرة القدم الذي بادر نهاية العام الماضي إلى منح دعم للاتحاد الهندي للعبة قدره120 ألف دولار, بهدف النهوض بالممارسة الكروية في صفوف الفئات الصغرى وتكوين المدربين. كما أن الهند أضحت جزءا لا يتجزأ من خطط الاتحاد الدولي لكرة القدم لتنمية اللعبة عبر تطوير نوادي كرة القدم بشبه القارة.