دعا الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الأربعاء (3 دجنبر) التحالف الدولي الذي تقوده الولاياتالمتحدة ويشن غارات جوية على تنظيم الدولة الإسلامية المتشدد إلى توسيع نطاق حملته لتشمل كل التنظيمات المتشددة في الشرق الأوسط وألا تقتصر على تنظيم الدولة الإسلامية. واستولى تنظيم الدولة الإسلامية على مساحات واسعة في سورياوالعراق وأعلن إقامة خلافة إسلامية فيها وأثار توسعه السريع والمباغت قلقا على الصعيدين الدولي والعربي. ويوجه التحالف الدولي ضربات جوية إلى مقاتلي الدولة الإسلامية منذ غشت بهدف تقليص رقعة الأراضي التي يسيطرون عليها. وكان الشيخ الطيب يتحدث أثناء افتتاح مؤتمر "الأزهر في مواجهة الإرهاب والتطرف" ينظمه الأزهر الشريف على مدى يومين بالقاهرة في إطار تحركات المؤسسات الدينية في العديد من البلاد الإسلامية لمواجهة تمدد تنظيم الدولة الإسلامية. وقال شيخ الأزهر في كلمته في افتتاح المؤتمر "إن هذه الجرائم البربرية النكراء ما لبثت أن تدثرت بدثار هذا الدين الحنيف وأطلقت على الأوكار التي تدبر فيها أمر جرائمها اسم الدولة الإسلامية أو دولة الخلافة الإسلامية أو غير ذلك من الأسماء والعناوين." وتابع "إننا لا ينبغي أن نغض الطرف عن مسؤوليتنا عن أفكار الغلو والتطرف التي تسربت إلى عقول بعض من شبابنا ودفعت بهم دفعا إلى تبني الفكر التكفيري واعتناق التفسيرات المتطرفة والعنيفة مثل تنظيم القاعدة والحركات المسلحة التي خرجت من عباءتها وتعمل ليل نهار على مهاجمة الأوطان وزعزعة الاستقرار. " وأضاف أن تنظيم الدولة الإسلامية ليس الجماعة المتطرفة الوحيدة التي ينبغي التصدي لها. وقال "وقد ظهر مؤخرا على الساحة تنظيم داعش الذي نادى بالخلافة الإسلامية. وظهرت قبله وبعده ميليشيات طائفية أخرى تملك قوة دعائية هائلة، عادت للأسف بأسوأ العواقب على الإسلام والمسلمين في العالم كله وليست داعش (الدولة الإسلامية في العراق والشام) هي الفصيلة المسلحة الوحيدة على الساحة بل هناك ميليشيات أخرى طائفية تذبح وتهجر قسرا في العراقوسوريا واليمن." ودعا شيخ الأزهر التحالف الدولي إلى تركيز إمكاناته للقضاء على الإرهاب بكل صوره والتصدي للدول الداعمة له. وقال "وعلى التحالف الدولي أن يستنفر كل طاقاته المادية والمعنوية للقضاء على هذا الإرهاب بكل توجهاته ومذاهبه ومدارسه والتصدي للدول التي تدعمه وتقف وراءه وتمده بالمال والسلاح. وان التحالف إن يفعل ذلك فإنما يدافع عن شعوبه أولا قبل أن يدافع عن شعوب الشرق." وحضر البابا تواضروس بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية افتتاح المؤتمر. وقال البابا تواضروس "الجميع يعمل بروح واحدة وفي فكر واحد. نحتاج هذه اللقاءات المشتركة دائما ونحتاج تأصيل وتجديد الخطاب الذي نقدمه سواء على المستوى الإعلامي أو على مستوى مساجدنا وكنائسنا.. نحتاج تأكيد قيم المشاركة والتواجد الفعال والمساواة في الحقوق والواجبات.. نحتاج مراجعة المناهج الدراسية التي يجب أن تؤصل روح المواطنة والارتباط بالأرض." ويشارك في مؤتمر الأزهر نحو 600 من علماء المسلمين من دول مختلفة ورؤساء كنائس شرقية علاوة على ممثلين لبعض الطوائف الدينية الأخرى.