صباح الجمعة المنصرف فوجىء سكان درب العرصة بحي الزاوية العباسية، بجثة شاب من ساكنة الحي، وهي تتدلى أمام منزل أسرته، بعد أن عمد إلى شنق نفسه بواسطة حبل رفيع. فقد كانت شابة تعمل بأحد الفنادق المصنفة بمراكش، عائدة إلى منزلها الأسري في حدود الساعة الخامسة من صبيحة الجمعة المنصرم، حين صدمها مشهد ابن جيرانها وهو يتدلى من رقبة أمام مدخل بيته، لتسارع بربط الاتصال بمقدم الحومة، ومن ثمة إخطار السلطات المحلية والمصالح الأمنية، التي عملت على نقل الجثة صوب مستودع الأموات، مع فتح تحقيق في الظروف والملابسات المحيطة بعملية الانتحار. وقد كان الهالك والذي يتواجد في منتصف العقد الرابع من عمره، يعمل في سلك الجندية بالقاعدة الجوية بابن سليمان، قبل أن يتم تسريحه، ليعيش إكراهات ومشاكل مادية، دفعته حدتها إلى الإجهاز على حياته، وهي العملية التي خلفت استياء عميقا في نفوس الساكنة، بالنظر إلى كون الهالك معروف بطيبوبته، وحسن معشره، وابتعاده عن المشاكل. وغير بعيد عن الحي المذكور، وبمنطقة سيدي عباد ستقدم خادمة بأحد البيوتات على نفس السلوك، حين وضعت حدا لحياتها شنقا، فيما فضلت تلميذة في عمر الزهور، لم تتجاوز بعد سنتها الخامسة عشرة، اختيار طريقة أخرى في الانتحار، حين أقدمت على تناول وشرب مبيد للحشرات خاص بصنف الفئران بمنزلها الأسري بقلعة السراغنة، ما أدى إلى وفاتها في الحال، حيث تشير الوقائع على أن أسباب الانتحار تعود إلى مشاكل أسرية، لم تقو التلميذة على تحملها، ومن ثمة اختارت الموت على مواجهة مشاكل الحياة.